ضباط جيش الاحتلال الإسرائيلي "يواصلون الانتحار".. بسبب "الصدمات النفسية" في غزة
يواصل ضباط وجنود جيش الاحتلال الإسرائيلي التخلص من حياتهم، بسبب الظروف السيئة والصدمات النفسية التي تعرضوا لها خلال حرب الإبادة الجماعية على غزة، والتي خلفت دمارًا هائلًا للبنية التحتية في القطاع، واستشهاد أكثر من 60 ألفًا، أغلبهم من الأطفال والنساء.
وترك آلاف الجنود الإسرائيليين الجبهة، بسبب تعرضهم لأزمات نفسية حادة ناتجة عن مشاهد القتل والتدمير المروعة التي كانوا جزءًا منها أو شهودًا عليها، كان من بينهم، بحسب صحيفة israelnationalnews، الضابط السابق في لواء جفعاتي توماس أدزجاوسكاس.
محارب قديم
كان الضابط الإسرائيلي تعرَّض لصدمات نفسية نتيجة القتال في قطاع غزة، إذ كان من أوائل المشاركين في الحرب عقب 7 أكتوبر مباشرة، وبسبب ذلك تم تسريحه في أبريل 2024، ومنذ ذلك الحين وهو يتلقى العلاج النفسي في محاولة لإعادته للحياة الطبيعية مرة أخرى.
وفي الوقت الذي كان ينتظر فيه الضابط الإسرائيلي الاعتراف به كمحارب قديم معاق من قبل إدارة إعادة التأهيل التابعة لجيش الاحتلال، عثرت السلطات على جثته في ظروف مأساوية في حديقة في منطقة أشدود، ووفقًا للتحريات تبين أنه أقدم على إنهاء حياته عبر الانتحار.
ترك آلاف الجنود الإسرائيليين الجبهة لأسباب نفسية حادة ناتجة عن مشاهد القتل والتدمير المروعة
رسالة انتحار
في الأيام التي سبقت وفاته، كتب الضابط الإسرائيلي المُنتَحِر رسالة، وصف فيها الصعوبات العقلية التي كان يعاني منها منذ السابع من أكتوبر، كان من بينها أنه منذ ذلك الوقت لم يعد الشخص نفسه قبل الحرب، وشعر بأن حياته سُلِبت منه، ورغم محاولته أن يكون قويًا، إلا أنه شعر بأنه خسر المعركة ولم يستطع الاستمرار.
ويعاني جنود الاحتلال الإسرائيلي، خاصة الأفراد في لواء جولاني، من إساءة معاملة وازدراء من قادتهم، الذين يمطروهم بوابل من الشتائم والتهديدات والإذلال، وإجبارهم على دفع الغرامات والإقامة الجبرية، ما يدفع بعضهم للانتحار نتيجة العقوبات القاسية المفروضة عليهم.
تجاهل وصمت
ووجه أهالي الجنود رسالة لاذعة إلى القادة، اتهموهم فيها بإساءة معاملة الجنود وعدم احترامهم لهم، بحسب القناة الـ12 الإسرائيلية، مشيرين إلى أنهم يتعرضون للغة قاسية وتهديدات، إضافة إلى عقوبات وصفوها بأنها غير متناسبة، حتى عند مغادرة منازلهم بعد فترة طويلة داخل قطاع غزة.
في السياق ذاته، كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية عن أن قيادات الجيش والحكومة الإسرائيلية تتعامل مع هذه الأزمة النفسية الواسعة بتجاهل وصمت تام، بينما يرفض جيش الاحتلال نشر أي بيانات رسمية حول العدد الحقيقي للجنود المصابين نفسيًا أو الذين سُرحوا من الخدمة لهذه الأسباب.
كما لم يتبن جيش الاحتلال أي سياسة واضحة للتعامل مع الجنود الذين يرفضون المشاركة في قتل المدنيين، وأجبر العشرات منهم على القتال تحت تهديد السجن، ما دفع بعضهم للانتحار أو محاولة الانتحار هربًا من هذا الواقع المؤلم، وفقًا للمصادر الإسرائيلية ذاتها.


