حكاية المتحف المصري الكبير.. العالم على موعد مع "تجربة ساحرة في عبق التاريخ"
تتجه أنظار العالم نحو مصر، التي تستعد لتقديم تجربة ثقافية غير مسبوقة تليق بمكانتها التاريخية، تتمثل في افتتاح المتحف المصري الكبير، السبت المقبل، في واحد من أكبر وأعرق الأحداث على مستوى الحضارة الإنسانية في العالم.
وتتواصل الاستعدادات والتجهيزات النهائية داخل المتحف المصري الكبير بوتيرة متسارعة؛ قبل 48 ساعة من الافتتاح المرتقب، حيث تجري الأعمال على 3 مستويات رئيسية، وهي تجهيزات حفل الافتتاح، وتفاصيل التنظيم والاستقبال لضمان خروج الاحتفالية بصورة مبهرة تليق باسم مصر ومكانتها، ومستوى التجهيزات الأثرية داخل المتحف.
مشاركة قادة العالم
وأعلنت الحكومة المصرية أن حفل الافتتاح الرسمي سيشهد مشاركة غير مسبوقة من قادة العالم، إذ يتوقع حضور عدد كبير من ملوك ورؤساء وقادة دول من أوروبا وآسيا والأمريكتين، إضافة إلى الزعماء العرب.
ويعكس هذا الحضور أهمية الحدث على الأجندة الثقافية والسياحية الدولية، وفيما سيتم الافتتاح الرسمي يوم 1 نوفمبر بحضور القادة والمسؤولين، من المقرر أن يبدأ المتحف في استقبال زائريه من المصريين والسائحين من مختلف دول العالم بدءًا من يوم 4 نوفمبر 2025.
ونال المتحف المصري الكبير جائزة فرساي لعام 2024 كأحد أجمل متاحف العالم، ما يبرز مكانته العالمية كرمز للثقافة والتراث، إذ تضاف هذه الجائزة إلى رصيد المتحف كمؤسسة فريدة تجمع بين التاريخ العريق والابتكار المعماري، ما يجعله وجهة سياحية وثقافية استثنائية على مستوى العالم.
14 ألف قطعة نادرة
المتحف المصري الكبير، الذي وُصف بأنه "أكبر متحف في العالم لعرض آثار الحضارة المصرية القديمة"، يقع بالقرب من إحدى عجائب الدنيا السبع على مساحة تناهز 117 ألف فدان.
يهدف المتحف إلى تقديم "تجربة ساحرة" تتيح للزائرين التعرف على حياة قدماء المصريين، وكيف صنع ملوك الحضارة التاريخ، وطقوسهم الفريدة للاستعداد للعالم الآخر.
يتضمن المتحف ثلاث قاعات رئيسية ساحرة، تضم في طياتها 12 قاعة داخلية، تبلغ مساحتها الإجمالية 18,800 متر مربع. هذه القاعات تم تصميمها "بدقة شديدة وروعة بالغة"، وهي مزودة بـ"أحدث وسائل التكنولوجيا الحديثة" التي ستكشف مواطن جمال الحضارة المصرية العريقة.
ويضم المتحف أكثر من 14,000 قطعة أثرية نادرة، يتم استعراض أسرارها بشكل مشوق وساحر عبر قاعات العرض.
ويغطي سيناريو العرض فترة زمنية طويلة، تمتد من عصر ما قبل الأسرات وحتى نهاية العصر اليوناني الروماني، أي ما يزيد على 7,000 سنة قبل الميلاد.
أكبر صرح ثقافي
ووصف الدكتور عيسى زيدان، مدير عام الترميم ونقل الآثار بالمتحف المصري الكبير، المتحف بأنه يمثل أكبر صرح ثقافي وحضاري تقدمه مصر للبشرية.
وأكد أن هذا الصرح العالمي يُعزز مكانة مصر بين المتاحف العالمية، ويضيف لها بعدًا جديدًا على خريطة السياحة الدولية، كونه يجمع في مكان واحد الحضارة المصرية القديمة الفريدة.
وشدد زيدان على أن المتحف المصري الكبير يُعد مؤسسة ثقافية حضارية على أعلى مستوى عالمي، ويضم مجموعة من أروع القطع الأثرية في التاريخ الإنساني.
وذكر أن وراء كل قطعة أثرية قصة من الجهد والعمل الدؤوب قام بها المرممون والأثريون والمهندسون والعمال المصريون للوصول إلى هذا المستوى من الإبهار العالمي.


