يسرا "من الجونة": عيون السندريلا حملتني من السلك الديبلوماسي للتمثيل.. وعادل إمام ملك البهجة

مشوار طويل ورحلة مليئة بالنجاحات كانت بطلتها النجمة المصرية يسرا، قدمت خلالها، ولا تزال، العديد من الأعمال الفنية على المستويين السينمائي والتلفزيوني جعلت اسمها علامة بارزة في تاريخ الفن المصري والعربي، واستطاعت خلالها ليس فقط النجاح وتقديم وقضايا مهمة فحسب، ولكن تقديم العديد من النجوم الشباب إلى الساحة الفنية لتصبح واحدة من أبرز مكتشفي النجوم.

هذا التاريخ الحافل بالنجاحات والإنجازات كان دافعًا قويًا لإدارة مهرجان الجونة في نسخته السادسة أن تستضيف النجمة الكبيرة في حلقة نقاشية أدارتها المنتجة ماريان خوري، وبحضور لافت من الفنانين الشباب، وبعض الشباب من خارج الحقل الفني للاستماع إلى تجربة الأيقونة المصرية ورحلة عطائها في الساحة الفنية، وتعاونها مع كبار النجوم والمخرجين، والصعوبات التي واجهتها.

السندريلا.. صدفة البدايات:

تتذكر النجمة يسرا بداياتها ورغبتها في الالتحاق بالحقل الفني، حينما كان عمرها آنذاك 17 عامًا، برفقة والدها، في منطقة المعمورة بالإسكندرية لتفاجأ بشيء جعل لديها دافعًا للعمل كممثلة، إذ تقول: "شاهدت الفنانة المصرية سعاد حسني تصور مشهدًا في أحد أفلامها في المعمورة، ووجدت في عينيها بريقًا، وتساءلت حينها: هل سيأتي يوم وأصبح مثل سعاد حسني؟".

كانت يسرا قبل هذا اليوم، وكأي صغيرة يسألها أقاربها حول ماذا تحب أن تعمل، تتذكر يسرا هذا المشهد وتقول: "حينما كانوا يسألونني عن العمل الذي أتمنى أن التحق به قبل التمثيل كنت أجيب "العمل في السلك الدبلوماسي"، ولم أفكر يومًا أن أكون  ممثلة، لكن مَن حولي رأوا أنني أمثل وأجيد التقليد بشكل جيد وهذا ظل يلاحقني في عقلي الباطن".

وتضيف: "بعد موقف سندريلا الشاشة سعاد حسني هاتفني مدير التصوير عبد الحليم نصر ليخبرني أنه سمع عني ومنحني أول بطولة، وبعدها قدمت عشرين فيلمًا، لكنها لم تخرج جميعها للنور، حتى إنهم أطلقوا عليّ وقتها الفنانة العلبة".

تحب يسرا أن تكون منشغلة طوال الوقت حسبما قالت: "أحب العمل وأحترمه وأشعر بالسعادة والفخر حينما تخرج طاقتي في العمل، ولا أحب أن تكون إجازتي طويلة، فأريد أن أجدد نفسي دائمًا، وأزيد من مكتبتي الفنية، وخبراتي بالمشاهدة لأعمال سينمائية من مختلف البلاد".

حرب غزة:

"غزة لا تُنسى".. هكذا أجابت يسرا عن إقامة النسخة السادسة من مهرجان الجونة، إذ قالت: "الدورة السادسة من مهرجان الجونة استثنائية  بسبب ظروف الحرب في غزة، وغزة لا تُنسى حتى مع مرور الوقت، وكان من الصعب ألا نقيم المهرجان وفي الوقت نفسه فكرنا كيف سنقدمه، وخصوصًا أن المهرجانات الفنية بها ميزة أن يكون هناك نقاش حول الأوضاع لتظهر الحقيقة للعالم".

تجارب الحياة:

خاضت الفنانة يسرا العديد من التجارب المهمة سواء في حياتها أو على المستوى الفني، إذ قالت: "تعلمت كثيرا في حياتي وخصوصًا في محطاتي مع المخرجين والكتّاب والأساتذة الكبار الذين تركوا داخلي بصمة كبيرة، وتاريخي مع الأساتذة الذين تعاملت معهم وعلموني أمور كثيرة، وعلى سبيل المثال وأنا صغيرة كنت أذهب لأحتسى القهوة مع المؤلف وحيد حامد أو يوسف شاهين لأتعلم منهما ومن أفكارهما".

وتابعت حديثها عن علاقتها بالكاتب الكبير وحيد حامد وقالت: "أول عمل قدمته معه بعنوان "أرزاق يا دنيا" بطولة  نور الشريف ووقتها كنت فى بداية معرفتي بوحيد، والحقيقة وجدته شخصًا تشتاق له طوال الوقت، وتحب أن تحكي له مشكلاتك ليحلها ويعطيك النصائح".

ولم تنس يسرا أن تحكي عن تجربة عملها مع المخرج الراحل يوسف شاهين وقالت: "أحد الأساتذة الذين أثروا في مشواري الفني، فحينما قابلته لأول مرة قلت له لن أستطيع أن أعمل معك لأنني كنت خائفة من الفشل، فوجدته يطلب مني أن أغيّر لون شعري من البلوند إلى الأسود فرديت عليه "مظهري لن يكون جيدًا"، لكنه صمم".

وتابعت: "أعطاني ورق فيلم "حدوتة مصرية" قرأته 10 مرات ولم أفهم منه شيئًا، وطلبت تغيير دوري في الفيلم حتى يكرهني، ولكن فوجئت بعد ثلاثة أشهر يأتي إلى منزلنا ويوقظني من النوم ويقول لي "عندنا تصوير الفيلم أرتدي ملابسك حتى أصنع القهوة"، وفتح الدولاب ليختار ملابس الشخصية التي ألعبها".

صانع البهجة عادل إمام:

مشوار فني كبير قدمته يسرا مع الفنان عادل إمام ولم تنس خلال جلستها أن تتحدث عنه وتكشف عما يفعله داخل لوكيشن التصوير وقالت: "عادل إمام لذيذ، وحينما يوجد في لوكيشن التصوير يصنع حالة من البهجة، ويعرف كل العاملين وراء الكاميرا بالاسم، ويحرص أن يلقي السلام عليهم واحد واحد، وقدمت معه 17 فيلمًا، من أفضل أعمالي الفنية".

رفض العالمية:

تؤكد يسرا أنها رفضت العديد من الأعمال العالمية، وكشفت عن السبب قائلة: "أصبحت نجمة كبيرة وأمتلك جمهورًا من كل الوطن العربي، وأنا بمصر النجمة رقم واحد، فلماذا أذهب لأشارك في أعمال أكون فيها في تصنيفات أبعد بكثير عن مكانتي الفنية المميزة".

أكبر حب في حياتي:

وبعيدًا عن الأعمال الفنية كشفت يسرا عن جانبها الشخصي وقالت: "أكبر حب في حياتي هو زوجي خالد سليم، والحب مهم في الحياة، ويجعلك قادرًا على أن تسامح، وتنتج وتقدم كل ما هو جميل، وحياتي كانت صعبة إنسانيًا، وكنت أسأل نفسي، هل سأكون قادرة على مرور تلك الأزمات ولكن في النهاية نتعلم وليس هناك أزمة لم تهزمني في البداية، لكن كنت أفكر كيف أتغلب عليها، ولا أبحث عن المال، لكنني أحب أن أكون مستورة ماديًا فقط لا غير وألا أحتاج لأحد".

 

التعليقات