ماري منيب.. مدوباهم اثنين

 

نجحت في تجسيد أدوار "الحموات النكديات" بقدرة عالية.. لا تترد في دس الفتن والمقالب بين ابنتها وزوجها.. شعارها "طوبة على طوبة خلي العاركة منصوبة".. فهي حقًا حماة من طراز "قنبلة ذرية". ماري منيب.. الفنانة اللبنانية التي انتقلت مع أسرتها إلى القاهرة في عام 1905، عقب ولادتها بـ10 أشهر، لتبدأ مرحلة ظهور شخصية عاشت الفقر والحرمان منذ نعومة أظافرها، حتى نجدها ضحَّت لتتزوج من زوج شقيقتها التي توفيت وتركت أطفالًا صغارًا، لتأخذ "ماري" على عاتقها تَحمُل مسؤولية تلك الأطفال وتربيتهم حتى لا يعانوا حرمان الأم كما عانت هي حرمان الأب منذ الصغر.

 

سلكت "الحماة الملاك" حياتها العملية من الطريق الصعب، عقب وفاة والدها في سن الثانية عشرة، حيث بدأت مشوارها الفني كراقصة، واشتهرت بتقديم رقصة "القلل"، حيث كانت تضع هذا الإناء الفخاري على رأسها بدلًا من الشمعدان، ثم اتجهت بعدها للعمل في المسرح مع فرقة فوزي الجزايرلي إلى أن مرضت ابنته إحسان الشهيرة بشخصية "أم أحمد" آنذاك، فقدمت ماري دورها ونجحت في الدور، وتضايق الجزايرلي إلى أن اضطرت لترك الفرقة والانضمام إلى فرقة علي الكسار وأمين صدقي، وبعد ذلك سافرت إلى الإسكندرية؛ لتعمل في فرقة أمين عطا الله، وفي تلك الفترة تعرفت على بشارة واكيم، الذي أعجب بفنها.

 

 وفي عام 1918 سافرت ماري منيب إلى الشام لتقدم عروضها المسرحية هناك، وكان قد انضم للفرقة وقتها فوزي منيب، ونشأت بينهما قصة حب انتهت بالزواج ومنذ ذلك الوقت ظلَّت تحمل لقبه وأنجبا ولدين؛ فؤاد وبديع، وابنة واحدة.

 في عام 1935 التحقت ماري منيب بكل ما تحمل من فكاهة إلى فرقة الريحاني الذي قيل إنها انسجمت معها إلى أبعد الحدود لعشقها الكبير للأدوار الكوميدية والرقص والغناء، وقدمت ماري العديد من الأعمال منها "العشرة الطيبية" و"30 يوم في السجن"، و"عريس في إجازة"، و"استنى بختك"، و"إلا خمسة"، و"الستات ما يعرفوش يكدبوا"، و"أم رتيبة".

 ومن خلال مسرح الريحاني اشتهرت أيضًا بتقديم دور الحماة القاسية، حيث لُقِّبت باسم "أشهر حماة" في السينما المصرية. وعقب وفاة الريحاني، في عام 1941، وقفت بجوار بديع خيري؛ لاستكمال مسيرة الريحاني، وقدَّما سويًا مسرحية "إلا خمسة". قدَّمت ماري منيب، خلال مسيرتها الفنية، ما يزيد على 100 فيلم؛ أولها عام 1934 في فيلم "ابن الشعب"، وآخرها عام 1969 في فيلم "لصوص لكن ظرفاء"، مع عادل إمام، وأحمد مظهر، ويوسف فخر الدين. وبعد هذه الرحلة الطويلة والمليئة بالمعاناة تزوجت ماري مرة أخرى، في عام 1937، من المحامي فهمي عبدالسلام، زوج شقيقتها التي توفيت وتركت لها أولادها، وأخذت تربي أبناء أختها، بعد طلاقها من فوزي منيب، كما أشهرت إسلامها في ذلك العام، وأصبحت تحمل اسم أمينة عبدالسلام، وحفيدها هو الفنان الراحل عامر منيب.

 عشقت السينما والمسرح، إلى درجة أن في أواخر أيامها شهدت تدهور حالتها الصحية خلال تجسيدها دورًا فنيًا على خشبة المسرح من خلال مسرحية "إبليس"، حيث ساءت حالتها المرضية، وأغمى عليها أثناء المسرحية، وتوفيت "إحدى الحموات الفاتنات" في 21 يناير 1969.

التعليقات