كيف تدعم مصر حضورها الدولي في قمة العشرين؟.. تفاصيل كاملة

تعتبر مشاركة مصر في قمة العشرين "كضيف شرف" علامة على الاهتمام الدولي بها من جانب أكبر ٢٠ دولة في العالم، والقمة فرصة هامة لمصر كي تعرض ملامح برنامجها الجديد للإصلاح الاقتصادي، بعد موافقة مبدئية من صندوق النقد الدولي على هذا البرنامج وإقراض مصر ١٢ مليار دولار على دفعات.

وإلى جانب مشاركة مصر في أعمال القمة، أجري الرئيس عبد الفتاح السيسي عدة لقاءات ثنائية هامة، حيث التقي بالرئيسين الصيني والكوري ورئيس وزراء اليابان، ويلتقى غدا برؤساء روسيا فلاديمير بوتين، وفرنسا فرانسوا أولاند، والمستشارة الألمانية إنجيلا ميركل.

وهناك توقعات بأن تساهم تلك اللقاءات في تطوير العلاقات الثنائية، فيما تتجه الأنظار إلى إمكانية لقاء آخر للسيسي مع رئيس الوزراء الإيطالي فرانك رينيري، لمحاولة إخراج العلاقات المصرية الإيطالية من الأزمة، التي تمر بها بسبب قضية مقتل الطالب الإيطالي ريجيني في القاهرة، يناير الماضي .

وتتضمن التوقعات أيضا، أن يساهم لقاء السيسي وبوتين غدا في فتح الطرق نحو عودة السياح الروس لمصر، واستئناف الرحلات الجوية المباشرة بين البلدين، وتحديد موعد للتوقيع على اتفاقية بناء محطة نووية في مصر، وإنهاء جميع جوانب الخلافات التي ظهرت بعد سقوط الطائرة الروسية فوق سيناء في ٣١ أكتوبر العام الماضي، وستكون تداعيات  حادثة سقوط الطائرة المصرية فوق البحر المتوسط، حاضرة في لقاء السيسي مع أولاند، وسط تقارير استبعدت فرضية العمل الإرهابي لسقوط الطائرة التي أقلعت من مطار شارل ديجول في طريقها إلى القاهرة قبل أن تنفجر في الجو نتيجة حريق وفقا للتقرير الرسمي المصري الأولى.

وقد بدأ قادة الدول الأعضاء في مجموعة العشرين المجتمعين بمدينة هانجتشو اجتماعهم اليوم، ويرى مراقبون أن قمة العشرين التي تعقد في الصين للمرة الأولى ستشكل فرصة لها، لتأكيد صعود دورها المحوري في المجالات السياسية، بعدما أكدت دورها المهم في الاقتصاد العالمي.

واتخذت الصين تدابير أمنية بالغة الشدة بمناسبة انعقاد القمة، وشجعت السلطات ربع سكان مدينة هانجتشو، التي تعقد فيها القمة على مغادرتها، نظير إغراءات مالية.

وشهدت مراسم استقبال أوباما الذى يقوم بآخر زيارة له للصين كرئيس للولايات المتحدة، توتراً حين اعترض مسؤول صيني مستشارة أوباما للأمن القومي سوزان رايس، ففيما احتشد مندوبو وسائل الإعلام الأميركية تحت أحد جناحي الطائرة الرئاسية لنقل وقائع نزول أوباما من الطائرة، تدخلت أجهزة الأمن الصينية.

واعتبر مسؤول أمني صيني أن الصحافيين اقتربوا كثيرا من المسار المقرر لـ"أوباما"، فاقترب منهم وبدأ بالصراخ طالبا منهم مغادرة المكان بسرعة، عندئذ تدخلت رايس قائلة للموظف إنها طائرة أمريكية وأن الرئيس هو رئيس الولايات المتحدة، ولم يتأثر الموظف الصيني بهذا الكلام ورد على الفور صارخا باللغة الإنجليزية "إنها بلادنا هنا! هذا مطارنا!".

ولم يخف إعلان الصين والولايات المتحدة، وهما أكبر بلدين ملوّثين بغاز ثاني أوكسيد الكربون في العالم، مصادقتهما على اتفاق باريس للمناخ على هامش القمة، خلافاتهما في شأن قضايا عدة، حيث أعلن البيت الأبيض في بيان له أن الرئيس الأميركي أجرى مناقشات "صريحة مع الرئيس الصيني في شأن قضايا شائكة في العلاقات" بين أكبر اقتصادين في العالم.

وأورد البيان أن أوباما أكد لشي ضرورة التزام الصين بحكم التحكيم الذي صدر أخيراً ضد مطالبها بالسيادة في بحر الصين الجنوبي، وأن تتقيد باتفاق سبتمبر2015 الثنائي في شأن مسائل القرصنة والأمن الإلكتروني، وتحترم حقوق الإنسان وتحمي الحرية الدينية لجميع مواطنيها".

وفي مقابلة سوف تبثها محطة «سي إن إن» الإخبارية اليوم، شدد أوباما على أن الصين "يجب أن تتحلّى بمزيد من المسؤولية في وقت يزداد نفوذها العالمي، وتتجنّب استعراض عضلاتها في النزاعات مع دول أصغر في شأن قضايا مثل السيادة في بحر الصين الجنوبي".

وعلى صعيد آخر، كشف مسؤول بريطاني أن رئيسة الوزراء تيريزا ماي، التي تحضر اليوم أول اجتماع قمة لها بعد توليها السلطة في يوليو الماضي إثر استقالة سلفها ديفيد كاميرون، لن تعلن موافقتها على خطة تدعمها الصين جزئياً مع شركة «إي دي إف» الفرنسية، لبناء محطة للطاقة النووية بقيمة 24 بليون دولار في جنوب إنجلترا.

وأوضح المسؤول إن ماي «ستستغل لقاءها الرئيس الصيني شي  لمحاولة إقناع شركائها الدوليين بأن بريطانيا ستظل بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي "منفتحة أمام التجارة"، وأحد المؤيدين للتجارة الحرة العالمية.

التعليقات