لماذا لا تحتفل مصر بذكرى "رحلة العائلة المقدسة"؟

 

باحتفال صغير بكنيسة المغارة "أبي سرجة" بمصر القديمة حضره 3 وزراء في حكومة الدكتور شريف إسماعيل كان إحياء ذكرى رحلة العائلة المقدسة إلى مصر.
الاحتفال حضرته السفيرة نبيلة مكرم وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين في الخارج، والدكتور خالد العناني وزير الأثار، وحلمي النمنم وزير الثقافة، وعدد قليل من رجال السياسة والفن.
التغطية الإعلامية للاحتفال كانت متواضعة للغاية، في ظل غياب غريب لهذه الذكرى في أجندة الاحتفالات الدينية للدولة، إضافة إلى غياب بابا الإسكندرية تواضروس نفسه عن الاحتفالية لسفره إلى النمسا.
في الاحتفالية البسيطة قال الدكتور خالد العناني وزير الأثار، إن مصر لم تكن غريبة على أنبياء الله ففيها عاش يوسف، وعلى جبال سيناء كلم موسى ربه، ومكث بها عيسى عليه السلام وأمه مريم أربع سنوات، وأضاف أن كنيسة المغارة، لها قيمة أثرية كبيرة فهي من أقدم الكنائس في مصر.
بينما أوضحت نبيلة مكرم وزيرة الهجرة، أن اليوم عيد يحتفل به المصريين جميعا، مسلمين وأقباط، فهو عيد خاص بمصر فقط، وأضافت "أن السيد المسيح وأمه عليهما السلام اختارا مصر للهروب من البطش، فمصر هي الأمان". في حين أكد الأنبا يوليوس، النائب البابوي لكنائس مصر، أننا اليوم نحتفل بعيد دخول السيد المسيح إلى مصر، وأنها ستظل مباركة بمجيئه إليها.
ولكن السؤال الذي يسأله كثير من المثقفين الآن، لماذا تتجاهل الدولة دائما الاحتفال بهذه المناسبة؟، لاسيما أنها وطنية دينية.
و"العائلة المقدسة" مصطلح ديني تاريخي أتفق على أنه يتكون من المسيح وهو طفل وأمه السيدة مريم العذراء ويوسف النجار خطيب مريم الذي لم يدخل بها والذي ظل وفيا لها من بين بني إسرائيل بعد زكريا، وصاحب يوسف النجار المسيح وامه في رحلة الهرب من الطغاة الذين حاولوا قتل المسيح الطفل فهربت به مريم ويوسف النجار إلى مصر وخلد القرآن الكريم هذه الرحلة بوصف مصر أنها ربوة ذات قرار ومعين أوى الله إليها عيسى صغير.
وجاءت العائلة المقدسة من فلسطين إلى مصر عبر طريق العريش ووصلوا إلى بابليون، أو ما يعرف اليوم بـ"مصر القديمة" ثم تحركوا نحو الصعيد، واختبأوا هناك فترة ثم عادوا للشمال مرورا بـ "وادي النطرون"، واجتازوا الدلتا مرورا بـ "سخا" ثم واصلوا طريق العودة عبر "سيناء" إلى فلسطين من حيث أتوا ويعرف خط سير هذه الرحلة برحلة العائلة المقدسة.

التعليقات