
" الخرم " الذى تعهد وزير السياحة " بسده " !
وزير السياحة هشام زعزوع تعهد بسد " الخرم " الذى تسبب فى تراجع حركة السياحة البريطانية الى مصر ، وقال فى تصريحات نشرتها صحيفة اليوم السابع " لاتفقدوا الامل فى السوق البريطانية ، فهناك اتصالات قوية معهم ، ولا أتحدث فى السياسة والمثل بيقولك خليك مع الكداب لحد باب الدار ، انت زعلان من ايه وقلقان من ايه ' أسد لك الخرم ، ولما اعمل ده ولا تستجيب يبقي أفضحك فى الاعلام وااقول دى سياسة ؟"
الوزير أدلى بهذه التصريحات فى شرم الشيخ على هامش حضوره مؤتمر نظمته صحيفة اخبار البوم لدعم السياحة فى شرم الشيخ ، وتم دعوة عددا من الفنانين لحضور المؤتمر بينهم الفنانين عادل امام ، محمد هنيدي ، هانى رمزي ، الهام شاهين ، عزت العلايلى ، هالة صدقى ، طارق لطفى ، إيهاب توفيق ، صابرين ، وتولت تقديم المؤتمر عبر الفضائيات بوسي شلبي !
وهذا المؤتمر ياتى فى ظل جهود حكومية مكثفة لاستعادة السياحة التى هجرت شرم الشيخ وأصبحت نسبة الأشغال اقل من عشرة بالمائة فى أحسن الاحوال ، بعد ان كانت ثمانيين بالمائة قبل حادثة الطائرة الروسية ، وأول التحركات كانت عبر حشد فرق المزمار الشعبي والفنون الشعبية والرقص بالأحصنة والطبل البلدى فى خليج نعمة ودعوة عددا من السياح الباقون فى المدينة للرقص على أنغام فرق الرقص والمزمار ، ونقل المهرجانات عبر الفضائيات للأحياء بان كل شيئ تمام والأمن مستتب ولا شيئ يدعو للخوف إطلاقا ، وهؤلاء السياح الذين غادروا او تم إجلائهم بسرعة الى بلدانهم هم ضحايا مؤمرات دولية تورطت فيها الإمبريالية العالمية بأجنحتها الاميركية والبريطانية ثم انضمت روسيا الى هذه المؤامرة بدافع الخوف والرعب ليس الا " حتى انت يا بوتين " !
بعد ايام عقد مجلس الوزراء اجتماعه فى شرم الشيخ وفى نفس التوقيت اعلنت روسيا على لسان بوتين ان طائرتها قد تم تفجيرها بعبوة ناسفة وانه تم العثور على اثار المتفجرات ، وان روسيا ستستخدم حقها فى مطاردة المجرمين فى اى مكان فى العالم استنادا الى المادة ٥١ من ميثاق الامم المتحدة ، نفس المادة التى استخدمتها مصر فى ضرب إرهابي تنظيم داعش فرع ليبيا ، وقامت الطائرات المصرية بضرب التنظيم فى مدينة سرت الليبية ، وبالتالى هل ستقوم روسيا بضرب التنظيم نفسه فرع سيناء اذا نجحت فى تحديد مكان الأفراد الذين رتبوا العملية ، خاصة ان روسيا رصدت مبلغا رهيبا قدره ٥٠ مليون دولار لمن يدلى فقط بمعلومات عن الذين نفذوا العملية ، وقد اعلنت داعش مسؤوليتها وأظهرت " سر شويبس " الذى ظللنا عدة عقود لانعرفه من وفاة الفنان حسن عابدين ، فقد تم استخدام علبة شويبس " جولد " لتفجير الطائرة مع شوية سلوك كهربائية ومؤقت زمنى ! والمثير ان احدى الصحف نشرت صورة لوزير الأوقاف الدكتور مختار جمعةجالسا على مقعدا وثيرا فى احد فنادق المدينة يؤكد ان وجوده فى المدينة دليل على تمتعها بالأمن !
الإجراءات التى اتخذت لدعم السياحة تراوحت مابين تأجيل تحصيل أقساط الكهرباء والتأمينات الاجتماعية ، وتخفيض اسعار تذاكر الطيران والإقامة فى الفنادق ، لن تكفي بالطبع " لسد الخرم " الكبير الذى نتج عن تفجير الطائرة الروسية ، ذلك ان السياحة المحلية لن تستطيع ابدا تعويض خسائر السياحة الأجنبية التى وصلت الى ٩ ملايين و٨٧٧ الف و ٧٦٣ سائحا زاروا مصر العام الماضي ، وهو ماجعل إيرادات السياحة تمثل ١٣ بالمائة من الدخل القومى المصري . فالسياحة المصرية لن تعوض حوالى ١٢ مليار دولار تضخها السياحة الأجنبية ، ذلك ان طبيعة أنفاق السائح المصري مختلفة تماما ، خاصة فى التسوق وقضاء السهرات الليلية وأستهلاك المشروبات الروحية ، فيما يتضاعف استهلاك المصريين فى مجال الأغذية والمشروبات التى تقدم من خلال نظام الوجبات المشروبات المفتوحة " الاوبن بوفية " ، وتعانى معظم الفنادق من ظاهرة الأطباق الهرمية ومعظمها يجد طريقه الى القمامة ، علاوة على سيادة المايوهات " الشرعية " التى تشبه " عفريتة الميكانيكية " والإصرار على تدخين الشيشة على حمامات السباحة والبحلقة فى حسناوات أوروبا المنتديات المايوهات الساخنة
العلاقة إجمالا بين السياحة المصرية وفنادق شرم الشيخ والغردقة والأقصر وإسوان علاقة كراهية ، وتقوم على الاضطرار ويتم تخفيض الأسعار الى حين عودة السيحة الأجنبية وبعدها يتم رفع الأسعار من جديد لإبعاد المصريين .
والواقع ان وزارة السياحة عليها دور كبير فى ترقية وعى المصريين بكيفية قضاء الإجازات ، وان تتوقف وزارة الأوقاف عن الترويج المايوهات الشرعية ، وان يتم احترام حداد الشعب الروسي على ضحاياهم بإيقاف مهرجانات الرقص ، وان يتم بجد سد " الخرم " الامنى الذى نفذ تنظيم داعش منه لتفجير الطائرة الروسية ، وان نت قف عن سياسة الإنكار الخالية ونعترف بأخطائنا وتسارع الى إصلاحها بسرعة ، وإلا سيكون البديل ان نجد اغانى على نمط " كوز السياحة انخرم " !