(موكب الحضارة) ضبط الأكسجين

فجأة انضبط الأكسجين، بدون أى مساعدة خارجية، صحيح أنا عازل نفسى طبقا لتعليمات الطبيب، ولا يزال هناك مرحلة علاج طبيعى ـ ومن عاش تلك المعاناة يدرك بالضبط أن الأمر وإن كان مرحليا، إلا أنه مقلق، أصبحت هناك ثقافة استخدام هذا الجهاز الصغير الذى يوضع فى الأصبع وعليك أن تترقب الرقم، وهو مع الزمن واستمرار التعامل اليومى يصبح (فوبيا) مرضية.

شاهدت موكب الحضارة وكيف تم نقل المومياء للمتحف القومى وسط حفاوة عالمية، احتفال أنعش وأدهش وأطال أعناقنا كمصريين.

كنت أتابع قبل الهجمة الشرسة لكوفيد المعارك الصغيرة، فى الميديا، وهناك تفاصيل متعددة على (النت) تتناول من رشح فلانا، ومن يريد استبعاد فنانة بسبب الجنسية، أو حتى الجدارة الفنية، واتهامات تجاوزت المنطق، ليس المقصود قطعا فنانا بعينه تراه يستحق أم لا، ولكن هناك مخرجا وفريق عمل يختار، لدينا موهوبون كبار فى الموسيقى التصويرية، ولكن هناك من اختار هشام نزيه ولديه قطعا أسبابه المتعلقة بروح العرض، وهو ما أكد أن الاختيار جاء لأهله.

الحضارة المصرية هى نور الله للبشر أجمعين، وصفة الفرعونية من المستحيل أن يسلبها أحد منا، لو شارك فنان أجنبى فى الأوكسترا السيمفونى مثلا هل ينفى ذلك عن العرض مصريته؟.

شاهدت عددا من النجوم والنجمات فى ومضات سريعة تساهم فى الحالة العامة التى يفرضها الموكب، والأمر هناك ليس اختبار نجومية ولا حتى بالرهان على أن هناك وجها فرعونيا أكثر من الآخر.

تتعدد أوجه وتنويعات الملامح التى لا تتوقف عن استكمال المشهد الذى يرشق فى القلب، الإعلامية جاسمين طه زكى صارت أحد أهم ملامح العرض بتلك الإطلالة، المطربات ريهام عبد الحكيم ونسمة محجوب وأميرة سالم لسن مثلا الأشهر، مؤكد قد تذكر أسماء عديدة أخرى لمطربات لديهن جماهيرية أضخم، هل كان هذا هو الموضوع، أم أن الأمر له علاقة بقواعد أخرى فى فن الأداء الغنائى؟.

مثلا إطلالة محمد منير جاءت ومضة ساحرة، قد تسأل مثلا أين صوت وأغنيات محمد منير؟، لم يكن هذا هو المطلوب أبدا هذه المرة، فقط نظرة منير.

المشكلة فى السيناريو الذى نعتقد أنه فقط المطلق وأنه فقط الصحيح، رغم أن زاوية الرؤية تتسع لما هو أكثر من قراءة واحدة.

هذا الموقف ينطبق على عشرات من الحكايات والأعمال الفنية والمعارك التى نتابعها على (السوشيال ميديا) من نوعية من يصلح لأداء دور صلاح الدين الأيوبى أكثر، ومن هو الأولى بخالد بن الوليد. لو تذكرت عام 1999 مثلا كانت معركة أخرى أشد ضراوة من تؤدى دور أم كلثوم؟.

أكثر من مسؤول داخل اتحاد الإذاعة والتليفزيون تدخل لفرض أسم أو آخر، بل إن المخرج الكبير يحيى العلمى، المسؤول وقتها عن الإنتاج، قال للمخرجة أنعام محمد على إنه يتحدث معها كزميل أولا، فهو لا يرى أبدا صابرين تصلح للدور، أصرت أنعام لأنها قطعا لديها وجهة نظر تدافع عنها وكسبت كما ترى الرهان.

هل صابرين هى فقط وفى المطلق الاختيار الصحيح والوحيد؟ أكيد هناك أكثر من إجابة أيضا صحيحة.

وتحية وتقدير لموكب الحضارة الذى أضاء قلوبنا وأعاد الأكسجين.

(عن المصري اليوم)

التعليقات