السلاح الوحيد!

سألتها: كيف احتملت كل هذه الصعاب فى حياتك؟، وكيف صمدت لكل هذه الكوارث؟، كيف احتملت خيانة الصديقة التى عضت يدك التى أطعمتها؟

 

كيف تحملت سياط الظلم الذى كسر قلبك؟، كيف تعاملت مع غدر الزملاء الذين باعوك ليشتروا مناصبهم؟، كيف تحملت السكاكين التى تنهال عليك من الذين حملتيهم على أكتافك ليصعدوا إلى القمة؟

 

 

كيف استطعت أن تقفى فى مكانك، والأصدقاء يتخلوْن عنك، ولا تجدين من يسأل عنك؟، ماذا تفعلين والناس تتجنبك بعد أن كانوا يتفاخرون باسمك وأنت
فى عزك؟.

 

 

مازالت الابتسامة تملأ وجهك والرضا يظهر على ملامحك.. وكأنك تسخرين من الخطوب، وتتفاءلين وأنت راقدة فى نعشك!، أريد أن أعرف منك سر القلعة التى تحميك.

 

 

افصحى لى عن الطاقة الغريبة التى تتمتعين بها.

 

 

قالت لى الصديقة: ليس هناك أسرار، أحتفظ بها لنفسى ولا يعرفها غيرى.

 

 

أؤمن بالله وهو الذى يعطينى الصبر على المكاره، وهو الذى يمنحنى قوة تفوق قوة المخلوقات.

 

 

يجعلنى أستطيع أن أتفاءل، وأتوقع النور بعد الظلام، والسعادة بعد الحزن والنكد!، فهذا التفاؤل يزيل اليأس من نفسى ويجعلنى أؤمن بأن الظلم مؤقت، لن يدوم.

 

 

هذا الإيمان يحرسنى من الاستسلام وأنا أرى ضعفى وهوانى، وأقارن بين قدرتى وقدرة من هم أشد وأقوى منى.

 

 

إذا شعرت فى يوم من الأيام بأننى أقف وحدى بلا سند أو صديق أو نصير، يهب الإيمان لنجدتى.. فأجد أناسًا آخرين فرسانًا يحاربون من أجلى وينتزعون حقى!.

 

 

هذا اليقين لم يضعف فى المحن ولم يتزعزع فى الأزمات، بل بالعكس إنه يقوى كلما ضعفت، ويشدنى إلى الأمام كلما تهاويت.

 

 

لقد عشت عمرًا طويلًا، ورأيت مواكب الظالمين وسقوطهم، وانتصار الفاسدين، ثم تهاويهم، حتى تأكد لى أنه لا شىء دائم والظلم مؤقت، ولا يصح إلا الصحيح!.

 

 

الإيمان جعلنى صلبة قوية. لا أخاف جوعًا ولا حرمانًا.

 

 

الإيمان يضمد جراحى ويضىء دنيتى!، هو سلاحى عندما تجردنى الأيام من كل الأسلحة!.

المقال / صفية امين 

المصرى اليوم 

 

التعليقات