عمل.. علم.. أخلاق

أَخى لَن تَنالَ العِلمَ إِلّا بِسِتَّةٍ
 
سَأُنبيكَ عَن تَفصيلِها بِبَيانِ
 
ذَكاءٌ وَحِرصٌ وَاِجتِهادٌ وَبُلغَةٌ
 
وَصُحبَةُ أُستاذٍ وَطولُ زَمانِ.... (الإمام الشافعى)
 
العمل والعلم والأخلاق.. هى أركان النجاح، أى نجاح سواء فى الحياة الشخصية أو الحياة العامة، فى كل المجالات.. فى الرياضة أو الفن وأيضاً فى عالم السياسة.. بدون هذه الأركان الثلاثة من الممكن أن تنجح؛ ولكنه سيكون نجاحاً مؤقتاً ومصيره إلى الفناء أو الزوال..
 
وفى كل ركن من الأركان الثلاثة لها محددات حتى تستطيع أن تنالها، فكما قال الإمام الشافعى رحمه الله لن تنال العلم إلا بستة خواصٍ وهى الذكاء والحرص والاجتهاد واللغة وطول الزمان وبصحبة أستاذ، ولن تجد عالماً بدون أخلاق ولن تجد صاحب خلق وعلم وليس بناجح فى مجاله، أو تخصصه، وإن كان غير مشهور، فالشهرة فى زماننا هذا ليست دليل نجاح..
 
خاصة بعد أن أتاحت وسائل التواصل الاجتماعى لكل من يرى فى نفسه عالماً أو خبيراً أن يتحدث و(يُفتى) ويلقى علينا من خلال هذه الوسائط بأفكاره (اللوزعية) (الجهنيمة) فتراه خبيراً فى كرة القدم ويعطى نصائح للمدربين، وفى نفس ذات الوقت خبيراً فى العلوم النووية، ويفتى لنا بأن التكنولوجيا النووية المستقدمة من بلاد الواق الواق أفضل من التكنولجيا النووية الأخرى، ثم خبيراً اقتصادياً لا يشق له غبار، يقدم لنا حلولاً (لوزعية) لحل الأزمات الاقتصادية التى يمر بها العالم، والتى مصر جزء منها..
 
بدون رابط ولا رابط، فاختلط الرأى بالمعلومة وياليتنا نرى معلومات دقيقة أو حقيقية أو موثقة.. والمدهش أن البعض سقط فى هذا الفخ، وأصبح مصدر معلوماته من هذه الوسائط ويبنى عليها آراء وأفكار يحاول تصديرها للجميع..
 
وقديماً قال سقراط فى وسط جمع من تلاميذه (تكلم حتى أراك) ومع هذه الإتاحة التى فعلتها بنا وسائل التواصل الاجتماعى، لو عاش سقراط بيننا اليوم هل سيظل متمسكاً بهذه العبارة؟! أم أنه سيعانى من الصداع؟!.
 
خاصة وأن هناك من اتخذ الكلام حرفته، وصناعة الشعارات وسيلته للظهور ونيل التقدير الزائف.
 
وقد اختبر الشعب المصرى جيداً هذه الأنواع من محترفى الكلام وصناع الشعارات، فى أكثر من مرحلة تاريخية، وثبت بما لا يدع مجالاً للشك الفشل الذريع لهذه الفئة، التى اتخذت من الكلام والشعارات حرفة ولا تتقن عملاً.
 
ومن فضل الله علينا، أن تولى قيادة مصر السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى، بعد حقبة زمنية صعبة، فهو رجل توافرت فيه الأركان الثلاثة (الخلق، العلم، العمل) وقد لمسنا هذه الأركان الثلاثة فى العديد من المواقف والأزمات، التى مرت بها مصر بعد 2013، قاد فيها الدولة المصرية فى فترة تاريخية صعبة، قاد الدولة التى كانت على شفا حفرة من الانهيار الكامل، والوقوع فى براثن حرب أهلية، ساقنا لها أصحاب الشعارات الملتحفة بالدين.. والدين منهم براء.. وحفنة من صناع الشعارات الأخرى، دولة تحارب الإرهاب المادى من عمليات حقيرة استهدفت أبناء مصر وأرواحهم، و إرهاب معنوى استهدف مؤسسات الدولة المختلفة، بهدف التشكيك فيها وفى نزاهتها.
 
قاد مصر بخلق رفيع وعمل متواصل وعلم ودراسة لكل التفاصيل الخاصة بكل شبر من أرض مصر، وكيفية تحقيق التقدم والرقى فيه..
 
رغم ما واجه مصر من تحديات مختلفة على المستوى الداخلى، ورغم محاولات استهداف الدولة المصرية على المستوى الإقليميى والدولى، إلا أنه فى النهاية استطاع أن يحظى بتقدير العالم كله؛ لقيادته مصر والعبور بها بسلام خلال الأزمات المتتالية داخلياً وخارجياً..
 
نعم نواجه أزمات لا ننكر ذلك، نعم من الممكن أن يكون الأداء الحكومى فى بعض الوزارات أفضل من ذلك، ولكن المجمل العام أن لدينا اليوم وطن نحتمى فيه، ولسنا لاجئين فى دولة أخرى،
 
مصر اليوم فى جمهوريتنا الجديدة،  بعاصمتها الجديدة، بمدنها الجديدة، بمشروعاتها الزراعية المتميزة فى: الدلتا الجديدة، وفى مستقبل مصر، وإحياء مشروع توشكى من جديد، ومشروعات الصوب الزراعية، والاستزراع السمكى، هذه المشروعات العملاقة التى استطاعت توفير الغذاء للشعب المصرى رغم النمو السكانى، وفى ظل الأزمات العالمية من وباء كورونا والحرب الروسية الأوكرانية.
 
وتطوير مشروعات الغزل والنسيج، وإنشاء مدينة للجلود، ومدينة للأثاث، وأخرى للأدوية، والعمل الجاد لتطوير قطاع الصناعة..
 
ملحمة تطوير حقيقية قامت وتقوم بها مصر فى كل المجالات وكل المواقع، لم تغفل الجوانب الصحية للمواطن، فتم القضاء على فيروس الكبد الوبائى، والنظام الصحى ظل متماسكاً، ويوفر احتياجات المصريين، بل والأخوة الأفارقة، فى ظل أزمة وباء كورونا، ومازالت المبادرات الصحية مستمرة..
 
ملحمة تطوير شملت الريف المصرى بكامل القرى والتوابع، من خلال مشروع حياة كريمة..
 
وأخيراً وليس آخراً لمحترفى المَكْلمَات وصناع الشعارات أوجه لهم نصيحة الإمام الشافعى:
تَعَلَّمْ فَلَيْسَ الْمَرْءُ يُولَدُ عَالِماً.. وَلَيْسَ أَخُو عِلْمٍ كَمَنْ هُوَ جَاهِلُ.
 
وَللهِ الأمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ.
حَفِظَ اللهُ مِصْرَ وَحَفِظَ شَعْبَهَا وَجَيْشَهَا وَقَائِدَهَا..
 
المقال / ايمن شعيب
بوابة الأهرام 
 
 
التعليقات