اعتراف خبراء الاحتلال بمذبحة الأعضاء

تصنف المنظمات الدولية إسرائيل أنها أكبر مركز عالمي لتجارة الأعضاء البشرية، وتمارسه خارج نطاق القانون الدولي، وتفضح دولة الاحتلال صرخات أسر الشهداء أثناء استلامهم جثامين أبنائهم، ويكون داخل التوابيت مجرد أجساد ممزقة، وتتحايل حكومات الاحتلال على القانون الدولي، الذي ينص على عدم احتجاز جثامين القتلى، وتصدر المحكمة العليا الإسرائيلية قرارًا يسمح للمحاكم العسكرية احتجاز جثامين الشهداء الفلسطينيين، بل تسمح المحكمة بدفنها بصفة مؤقتة إلى حين تقرير مصير تسليمها لذويهم.
 
وترفع الغطاء عن أسرار مذبحة سرقة الأعضاء للضحايا الفلسطينيين "مائيرا فايس" الخبيرة الإسرائيلية في علم الإنسان، وتسجل اعترافها في كتابها "على جثثهم الميتة"، وسطرت على صفحاته وقائع السلخ وسرقة أعضاء الشهداء وقت ممارسة عملها داخل غرف عمليات معهد أبوكبير للطب الشرعي في إسرائيل، وحصرت الفترة من بين عامي 1996 و2002.
 
ولم يلبث أن صدر كتاب جديد يوثق جرائم أخرى بمعهد أبوكبير للطب الشرعي، ومؤلف الكتاب مدير سابق بالمعهد، ويفجر "يهود هس" أحد مسئولي المذابح في كتابه تفاصيل دقيقة عن سرقة أعضاء الشهداء الفلسطينيين، ويحكي ما شاهدته عيناه من عمليات جراحية لنزع أعضائهم، ويزيد في التوثيق أنه أشرف بنفسه عليها، لاسيما خلال فترتي الانتفاضتين الأولى والثانية.
 
وكلما تهدأ أصوات المتحدثين عن بشاعة جرائم الاحتلال في حق أجساد الشهداء، تظهر فجأة شهادات من جهات أخرى طبية تثبتها بالدليل، ومنها حين كشف الأطباء الفلسطينيون على جثامين الضحايا أثناء تسليمها لأسر الشهداء، وسجلت بعضها الحكومة الفلسطينية، وتطالب هيئات المجتمع الدولي بوضع حد رادع لممارسات الاحتلال الإجرامية، وقد وصل عدد هؤلاء الجثامين إلى 23 جثمانًا في عام 2022.
 
ووسط زخم تلك الانتهاكات تواجه حكومة نتينياهو اليمينية المتطرفة انتقادات بالغة من الداخل الإسرائيلي، وتتزايد كل يوم مظاهرات المعارضين للتعديلات القضائية التي فرضتها الحكومة المتطرفة، ويتحدون إصدار قوانين تضعف القضاء الإسرائيلي.
 
وتنضم إلى المعارضين طوائف يهودية متطرفة على رأسها قادة أحزاب اليهود المتدينين الحريديم، وقد أدركوا أن التشريعات الجديدة تضر بأعضاء طائفتهم، وأشارت قناة 12 الإسرائيلية إلى تحذير مسئول أمني كبير في جيش الاحتلال عما سيفقده الجيش من جاهزيته العسكرية خلال الفترة القادمة، وانضم إلى تحذيره "تامير باردو" رئيس الموساد الأسبق كما نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت، وأضاف أن تعنت حكومة نتنياهو تزعزع استقرار الدولة الإسرائيلية ومستقبلها من خلال ممارساتها المتطرفة.
 
 
المقال / حسين خيري
بوابة الأهرام 
التعليقات