بقايا نجم وبقايا فيلم.. «مرعى البريمو».. كناسة دكان هنيدى

تتشابه حكايات أغلب نجوم الكوميديا في العالم وعندما يشهدون بعيونهم لحظات أفولهم، وبعد كل كبوة يعتقدون أن القادم أفضل وأن الشريط التالى هو بداية الانطلاق من أول وجديد، بينما هم وفى العادة يفقدون القدرة على القراءة الصحيحة للجمهور، لأنهم فقدوا القدرة على قراءة أنفسهم بعد أن ضاع (الترمومتر).
 
حمد هنيدى واحد من أكثر نجوم الكوميديا الذين عرفوا النجاح الرقمى الاستثنائى منذ (صعيدى في الجامعة الأمريكية) عام 1998، قبلها بعام أشارت إليه الأقلام بقوة في فيلم (إسماعيلية رايح جاى)، رغم أن اسمه حل على (التترات) رابعا، بعد محمد فؤاد وحنان ترك وخالد النبوى، إلا أن الكل أشار إلى أن هنيدى يحمل (شفرة) جديدة، وهكذا جاء رهان شركة إنتاج العدل عليه بطلا في (صعيدى)، بعدها بدأ استثماره فنيا، دائما تجد السهم في النازل، حتى وصلنا إلى (صاحب صاحبه) والذى واكب عام 2002 صعود محمد سعد في (اللمبى)، وهو ما أطلقت عليه (هرشة السنة الخامسة) مع كل خمس سنوات يأفل بريق نجم الكوميديا، ويظهر آخر يحتل المقدمة، وهو ما تكرر مع سعد وذاق طعم (الهرشة) 2007 مع بزوغ نجومية أحمد حلمى (كده رضا). حلمى في السنوات الأخيرة يعانى أيضا من تراجع، حتى الآن لم تقدم السينما المصرية النجم الكوميدى الذي يتربع على القمة.
 
مثلا على ربيع توجد محاولات كل عام، للدفع به بطلا، أرقامه في الخليج وتحديدا السعودية تشكل القوة الرقمية بينما في الداخل لايزال بعيدا عن تحقيق الرقم الصارخ، الذي يجبر شركات الإنتاج على أن تضرب له (تعظيم سلام).
 
ربما كانت حاليا فرص محمد سلام، أكبر، رغم أن الرهان عليه بطلا لايزال يقع في إطار التردد، نصف رهان، تقديرى الشخصى أنه يستحق، رهان كامل، مصطفى خاطر أتيحت له البطولة عدة مرات ولم يصل إلى الرقم الذي يضعه ع القمة، لدينا أسماء محمد عبدالرحمن (توتا) وحمدى الميرغنى، شيكو وهشام ماجد، هؤلاء وغيرهم عرفوا البطولة أكثر من مرة ولم يتحقق الرقم، في كل الأحوال، هناك من سيعتلى القمة الرقمية بين هذه الأسماء أو من غيرها خلال السنوات القليلة القادمة.
 
يطل علينا هذا السؤال، ما الذي يفعله النجوم الذين ترنحت أرقامهم، محمد سعد يعيش مرحلة التخبط، وهو بطبعه يبتعد عن التواصل الجماهيرى.
 
بينما محمد هنيدى يتواجد بقوة ويجيد التعامل مع (السوشيال ميديا)، كلما شعر أن فيلمه الأخير لم يلق ما ينتظره داعب جمهوره بأنه سيقدم لهم الجزء الثانى من (صعيدى في الجامعة الأمريكية) حتى يذكرهم بالذى مضى، وتتناثر الأخبار في الخمس سنوات الأخيرة عن جزء ثان، خبر فقط للتداول الاعلامى ولتزكية وقت الفراغ، إلا أن هناك شخصية الصعيدى التي يجيدها وهو ما قرر أن يدفع بها، بعد أن تصور أنها ستعيده مجددا للصدارة.
 
إنه تاجر البطيخ (مرعى البريمو)، الفيلم فكرة هنيدى وبدأ يبحث بعدها عن سيناريو واختار الكاتب إيهاب بليبل، الشاب (مرعى) متزوج غادة عادل، ويعيش معه والد زوجته محمد محمود، وجد زوجته لطفى لبيب، بينما هو كان يعتقد أنه لقيط ثم يكتشف بعد ربع ساعة من الأحداث أن له جدا صعيديا هو أحمد بدير، كان يخشى أن يقتلوه فاخترع حكاية أنه لقيط.
 
وفى الأحداث يتم زرع معلومة أنه لديه ألماظ، حتى يسهل دسها في البطيخ كمكان آمن، البطيخة أو تحديدا البطيختين انتقلتا من يد إلى أخرى.
 
الفيلم يقوده المخرج سعيد حامد، صاحب نجاحات متعددة اشهرها (صعيدى)، تباينت أعماله، مؤكد (طباخ الرئيس) مثلا من الأفلام الهامة في مشواره، يجيد التعبير بأدواته، من الواضح هذه المرة انفصاله حاليا عن الجمهور، حتى النجوم القادرون على إضحاكنا فقدوا هذا الخيط السحرى تماما مثل محمد محمود، عاد من المرض لطفى لبيب، وكلنا نعلم أنه يعانى جسديا، إلا أننا شاهدناه بعد إصابته بجلطة في المخ في أكثر من برنامج وأطلق إفيه شهير (مش عارف المخ ده جالى منين)، أقصد أنه في عز المرض لايزال قادرا على إثارة الضحك، لو أحسن توظيفه وهذا لم يتحقق في (البريمو)، علاء مرسى طوال الأحداث كان يبدو تائها، وهو ما ينطبق على غادة عادل، هل جاءت للفيلم لمجرد توفر عنصر نسائى، ولكن أين الكوميدى؟، المخرج سعيد حامد مسؤول قطعا عن هذا الشريط البليد فكريا والفقير كوميديا، هنيدى في النهاية يقدم نفس الشخصية، دور شاب متزوج وزوجته في المشهد الأخير نراها حاملا في طفلهما الأول. هل هو يدرك أنه يقدم بقايا فيلم من كناسة دكان هنيدى، لو كان لا يعلم فتلك مصيبة، ولو كان يعلم فالمصيبة أعظم، أعتقد طبقا لكل الملابسات السابقة أنها أعظم!!.
المقال / طارق الشناوى
المصري اليوم
التعليقات