غواصة الموت وقوارب الحياة والأمل

لكل إنسان حق وحرية اختيار ما يريده ويرضيه ويحتاج إليه ويحلم به.. وإذا كان هناك خمسة رجال استهواهم النزول إلى قاع المحيط الأطلنطى لرؤية حطام السفينة تيتانيك، وبدأوا رحلتهم في غواصة تيتان الصغيرة، وانتهت الرحلة منذ أيام بالموت وكانت حديث العالم كله أياما طويلة.

 

ففى نفس المحيط الأطلنطى قام آخرون برحلات كانت غايتها أجمل وأعمق وأهم من مجرد الاستمتاع الشخصى والمزاج والهوى.. وانتهت أحدث تلك الرحلات في 11 فبراير الماضى حين رسا على شواطئ جزيرة أنتيجوا في البحر الكاريبى قارب صغير يحمل امرأتين من أستراليا هما روزى أرنيل وأنجيلا لورانس.. وبمجدافين فقط لكل منهما.

 

 

عبرت روزى وأنجيلا بهذا القارب المحيط الأطلنطى في رحلة بدأت في 12 ديسمبر عند ساحل جزر الكنارى وطالت أكثر من خمسة آلاف كيلومتر.. وكان الهدف هو جمع التبرعات للنساء ضحايا سرطان الثدى بعدما أصيبت به روزى وشاهدت بعد شفائها فيلما عن نساء خضن هذا التحدى أيضا من أجل ضحايا السرطان، لكن في المحيط الهادى.. ورغم أن المرأتين لم يسبق لهما ممارسة التجديف على الإطلاق إلا أنهما قررتا التحدى والقيام بهذه الرحلة.

 

 

وبعد تدريب ستة أشهر بدأت الرحلة التي نجحت في جمع الكثير من المال.. أيضا من أجل ضحايا سرطان الثدى.. وقبلهما كان البريطانى جاك جارفيس يعبر الأطلنطى بقارب صغير أبحر من البرتغال ووصل فلوريدا بعد 111 يوما في المحيط.. وكان هدف الرحلة هو جمع المال لضحايا سرطان المخ بعدما شاهد جاك معاناة جده عقب إصابته بهذا المرض.

 

 

ومن الممكن أن يكون الدافع للقيام بهذه الرحلة أو المغامرة هو تحدى السن والخوف وشكوك الآخرين.. فقام بها البولندى ألكساندر دوبا وحده في قارب صغير بعد أن تجاوز السادسة والخمسين من العمر، وأعاد المحاولة بعد تجاوز الستين من العمر فقط ليثبت أن الأحلام تبقى ممكنة طالما مازالت الحياة مستمرة.. وقامت بها البريطانية جاسمين هاريسون وهى في الحادية والعشرين من عمرها لأنها أرادت أن تكون أصغر من يعبر المحيط في قاربها الصغير.

 

 

وكثرت الرحلات المماثلة بدوافع وأهداف مختلفة.. ولم تبق مصر غائبة عن ذلك.. وفى ديسمبر 2017.. خاض المصريان عمر سمرة وعمر نور سباق عبور الأطلنطى بمركب تجديف صغير من جزر الكنارى إلى جزيرة أنتيجوا.. ورغم أنه كان سباقا إلا أن المصريين أعلنا أن مشاركتهما بدافع لفت الانتباه لقضايا وحقوق اللاجئين في العالم.. ولم تكن تلك الرحلات في المحيط الأطلنطى فقط.

 

 

ففى المحيط الهادى قامت أربع سيدات إنجليزيات بالإبحار من سان فرانسيسكو إلى أستراليا في رحلة استغرقت 257 يوما، قامت خلالها السيدات بالتجديف لمسافة زادت على 14 ألف كيلومتر.

 

 

وقامت هذا العام خمس سيدات فرنسيات وسادسة إسبانية بالإبحار أيضا من ساحل بيرو حتى جزيرة موريا، في رحلة تبلغ 8000 كيلومتر.. ونجحت الرحلتان في جمع الكثير من المال لمصلحة ضحايا سرطان الثدى.

المقال / ياسر ايوب 

المصرى اليوم

 

التعليقات