«إحنا فى مركب واحدة»

ما رشح عن لقاء الرئيس السيسى مع وفد من رجال الأعمال والمستثمرين المصريين من القطاعات الصناعية المختلفة مشجّع ومحفّز للقدرات الوطنية، تمهيدٌ معتبر لإنجاح المؤتمر الاقتصادى المرتقب.

الرئيس يبرهن «شخصيًا» على اهتمام الدولة بتحفيز الاستثمار الوطنى والتعامل مع كل الشواغل التى تواجه رجال الأعمال الوطنيين بشكل حاسم، سيما فى ضوء مساهماتهم الفاعلة والمؤثرة فى الناتج المحلى الإجمالى ونسب التشغيل للأيدى العاملة.

الحوار المباشر بين الرئيس ورجال الأعمال يجسر الهوة بين الحكومة ورجال الأعمال، ويوفر إجابات عن شواغل المستمرين ويضعهم فى الصورة، ويملكهم المعلومات الكاملة عن التيسيرات والحوافز التى كانت مطلبا ملحا، ويفسح لهم مكانا مستحقا فى خطة التنمية التى تستوجبها «الجمهورية الجديدة».

اللقاء ترجمته دعوة مفتوحة، ومثلها دعوة فى افتتاح «مصنع الرمال السوداء» فى كفر الشيخ، أمس، دعوة لكل رأسمال وطنى شريف للاستثمار والعمل والإنتاج وخلق فرص عمل حقيقية، مصر فى حاجة لكل سواعد أبنائها للمساهمة فى تطويرها وتنميتها وتغيير واقعها إلى الأفضل.

خلاصة القول، مصر باتت تتمتع بمعايير القدرة على الانطلاق وفق فرص حقيقية، مع اعتزامها استمرار قوة الدفع للتحرك بشكل متوازن ومدروس فى سبيل تحقيق مستهدفات الإصلاح الاقتصادى الشامل كنهج وطنى استراتيجى لبناء الدولة (من بيان المتحدث الرسمى).

من أعلى منبر فى الدولة، الرئيس يتحدث عن محورية دور القطاع الخاص، ويوجه دعوة مخلصة لهذا القطاع لتحمل مسؤوليته المقدرة فى العملية الإنتاجية بعد تمهيد وتعبيد الطريق سالكًا من المعوقات البيروقراطية التى عطلته طويلا. يقول الرئيس لرجال الأعمال: «إحنا فى مركب واحدة.. وحريصون على أن تنموا وتكبروا».

فلينفر القطاع الخاص من فوره للإسهام الإيجابى فى العملية الإنتاجية، ويقتحم المجالات التى توفرت الدولة على تهيئتها بكلفة مليارية، من لحم الحى كما يقولون، إذن لا مجال للتقاعس أو القعود يوم الزحف واقتناص الفرصة السانحة.

فرصة لن تتكرر، ويستوجب الإيجابية فى التعاطى معها، والمكاسب مضمونة، نحن فى أمسّ الحاجة لنهضة القطاع الخاص الوطنى، فليُقبل القطاع الخاص على إجابة الدعوة الرئاسية، ويقتحم مجالات الإنتاج، ويستثمر فى وطنه، ويوفر فرص عمل لشعبه.. القطاع الخاص قطاع وطنى مخلص بعيد عن الاتهامات الجزافية.

لماذا حديث الرئيس إلى القطاع الخاص بهذه الحماسة؟، لأن الطريق باتت ممهدة، والدعوة صادقة، فلا مجال للشك والتشكيك والتقاعس عن أداء الواجب الوطنى، وجنيه استثمار يفرق كتير، وكل جنيه يخلق فرصة عمل، وفرصة العمل تترجم لفتح بيوت، والعمالة متوفرة ومتشوقة للرزق الحلال. الأجواء مواتية ومهيأة للاستثمار المنتج، ولدينا سوق واسعة وعريضة وبديلة عن الاستيراد، ما الذى يمنع من مضاعفة المنتج المحلى والكسب الحلال؟، اكسب وخلى الناس تشتغل، وتأكل من صنع يديها، وبعرقها، عرق العافية.

«القفة أم ودنين يشلوها اتنين».. الحكومة (ومعها القوات المسلحة) والقطاع الخاص لا منافسة، ولكن مشاركة.. الشراكة الوطنية أسمى أمانينا.. شراكة مستوجبة فى مواجهة ما يواجهه الوطن من أزمات مصدرة إليه.

الدعوة الرئاسية واضحة وضوح الشمس، والإجابة بنعم تترجم شراكة معتبرة ومقدرة على طريقة الكل فى واحد، واحد صحيح، فى حب الوطن.. وحب الوطن فرض علىَّ.

التعليقات