وزارة السياحة والآثار


هناك حكمة للسياسية الشهيرة "إلينور روزفلت"، زوجة الرئيس الأمريكي "فرانكلين روزفلت" تقول: "العقول الصغيرة تتحدث عن الأشخاص، والعقول العادية تنشغل بالأحداث، أما العقول الكبيرة فتناقش الأفكار والمبادئ"، لذا لن أتحدث عن التغيير الوزاري، ولن أخوض في مقارنة بين الامكانات والمهارات الشخصية، لوزير السياحة والآثار السابق، والاقتصادي أحمد عيسى الوزير الجديد، وإنما دعوني أتساءل: هل إدارة حقيبتين وزاريتين بحجم السياحة والآثار تحتاج لخبير سياحي أوعالم ضليع في علم المصريات، أم تحتاج إلي إدارة علمية وفكر وخبرات في مجال الاستثمار والإدارة والتخطيط الاستراتيجي؟!
إن الإدارة تمثل مفتاح التقدم في المجتمع، وهي علم أكثر منها فن في الدول المتقدمة، بمعنى أنها تعتمد على التفكير العلمي المنهجي في اتخاذ القرارات، وتطبيق النظريات والنظم الإدارية، أما في الدول المتخلفة فالإدارة تعتمد على المهارات والخبرات الشخصية، ومعالجة المشاكل بأسلوب التجربة والخطأ، بل يمكن القول إنها تقترب من العشوائية! نفس القول عن المنظمات المتقدمة والناجحة والمنظمات الفاشلة، الإدارة في الأولى علم ثم فن، أما في الثانية فيتخذ المديرون قراراتهم بالحدس والتخمين والبديهية!!
إن ما تملكه مصر من ثروة حضارية وأثرية، ومواقع سياحية وطبيعية، لا يتطلب وزيرا يعمل بطريقة""one man show، وينسب كل المشروعات والنجاحات لنفسه، ويغفل جهود وإبداعات الآخرين، أو يحفظ بضعة سطور من التاريخ يستعرض بها أمام المسئولين، أو وزير لا يعترف بأن الإدارة علم وفن ومهنة وموهبة وتخصص علمي، وليست استعراضا لبطولات شخصية، وركوب سيارات فاخرة، وسكرتيرات ومتحدثات إعلاميات، وتباهيا بالتكنولوجيا، لكنها تنبؤ وتخطيط وتنظيم وقيادة، وتحفيز وتنسيق ورقابة، وتنفيذ الأعمال من خلال الآخرين لتحقيق الأهداف بسرعة وبأقل تكلفة وجهد، وأقصى عائد مالي.
إنني أتمني أن نُعطي العيش لخبازه كما يقول المثل الشعبي، وندرك أننا نحتاج لمهارات وقيادات إدارية في كل موقع، فليس شرطا أن يجيد كل طبيب ماهر إدارة مستشفى، ولا كل مهندس عبقري يصلح لإدارة شركة، لكن الإداري الناجح الكفء يمكنه إدارة أي منظمة خدمية أو إنتاجية، وهناك دول ليس لديها موارد، لكنها اعتمدت على المهارات الإدارية، وأصبحت من الدول المتقدمة بفضل إدارتها مثل اليابان وماليزيا وسنغافورة وغيرها.
يا سادة.. إذا كان القلب هو المسؤول عن إمداد الجسم بالدم اللازم لبقائه وصحته، فإن الإدارة هي هذا العضو المسؤول عن تحقيق نجاح المنظمات والوزارات والدول. 
عن بوابة أخبار اليوم

التعليقات