مشروع المعلم

 

إعلان وزارة التربية والتعليم وهيئة التنظيم والإدارة عن تعيين 30 ألف مدرس أو معلم جديد عن طريق الاختبارات الإلكترونية بعد أن أعدت الوزارة مع هيئة غير معروفة! أكثر من 11 ألف سؤال للاختبارات بأن لن يكون هناك أى تدخل بشرى فى النتيجة أو التعيين لهو أمر يدعو إلى تدخل الجميع وعلى رأسهم السيد رئيس الجمهورية حتى يقر ضرورة تدخل العنصر البشرى لأن هذا المعلم ليس آلة وليس مجرد عقل ينجح فى اختبار ويعرف المنظومة الجديدة للتعليم كما أعلن ذلك السيد الوزير! التعليم أساسه المدرس، نعم هو حجر الزاوية وهو الذى يتدخل فى توصيل المحتوى ويقدم أفضل الوسائل والأساليب التعليمية لأن يصل بالمعلومة والفكرة والقضية إلى التلميذ، هذا المدرس هو القدوة وهو المثل والنموذج؛ ولذا فإن الجانب البشرى والإنسانى يشكل الكتلة الأهم والأخطر فى العملية التعليمية وليس من المنطقى ولا العلمى ولا الإنسانى أن يكون تعيين هؤلاء المدرسين المعلمين مجردًا من الجانب البشرى أى اختبارات نفسية ومظهرية وسلوكية عن كيفية التعامل والمظهر وأسلوب الكلام ومدى التفاعل والتواصل مع المراحل العمرية المختلفة فليس معلم أو مدرس الحضانة هو ذاته مدرس الإبتدائى أو الإعدادى والثانوى وليس مدرس البنات ومدارسهن المنفصلة عن البنين هو ذاته من يتعامل مع المدارس المختلطة والتى بكل أسف تتناقص فى المرحلة الإعدادية والثانوية.. فى كل العالم يجب أن يكون هناك تدخل بشرى فى اختيار الموظف، حتى العمداء ورؤساء الجامعات الآن يخضعون لاختبارات ولقاءات بشرية تسمى «الإنترفيو» أو المقابلة الشخصية والتى لها معايير تقييم علمية وإدارية ونفسية وليس معايير أخرى.

قد تكون هذه الخطوة من أهم الخطوات فى مسار تحسين وتطوير العملية التعليمية، ولكنها بكل أسف قد جاءت متأخرة جدًا بعد التابلت والمحتوى والامتحانات وما آل إليه أحوال الطلاب وحالنا جميعًا وعلينا أن نتذكر أن مشروع الوزير لتطوير التعليم كان به عنصر المعلم الذى يحضر دورات ثم المعلم الذى يعمل بالساعة واليومية ثم حدث لنا ما حدث من تدهور أخلاقى وإنسانى وصل بنا إلى حافة الهاوية فها هم شباب فى مقتبل العمر ينتحر هربًا من فشل امتحان أو التحاق بكلية أو فشل فى الحب وإذا بنا نفاجأ وكأننا لم نعرف ما هى أسباب ودواعى ما وصلنا إليه، إنه ليس الإعلام فقط وليست هى قضية ممثل قام بأدوار بلطجة ولكن هى منظومة متكاملة ممن أنتج وممن عرض هذه الأعمال وصفق لها نقاد وإعلاميون واحتفى بها مسئولون ومسئولات وعظمنا من المهرجانات ودافعنا عن «حمو» وشركاه وبررنا تدهور الفن بأن هذا هو المجتمع وتلك هى الواقعية وهللنا لكل تصريح من مسئول أو وزير وخفنا من النقد الوطنى البناء ونسينا فى غمرة وخضم الأمن السياسى والاقتصادى أهمية الأمن البشرى الإجتماعى وأن مؤسسة التعليم هى أول مؤسسة تتلقى البشر بعد مؤسسة الأسرة والتى قد تكون جاهلة وفقيرة تعانى من جراء ويلات العشوائية أو التفكك الأسرى ولا ننسى أننا قد مررنا بمرحلة عصيبة منذ 28يناير 2011 حتى وقت قريب من عنف وفوضى وتدخلات وبكائيات وفضاء مسموم وخيانات ومؤامرات.. مجتمع جريح منهك مرهق وأسرة تجاهد لتعيش، إذن فالمدرسة والمعلم هما المرفأ فى الوقت الحالى ثم يأتى الإعلام والثقافة.. نطالب السيد رئيس الوزراء والسيد الوزير أن يقرأ موضوع المقابلة الشخصية وفق معايير عالمية وهيئة محايدة معروفة ومعلنة لديها النزاهة الكافية لاختيار المعلم الذى سوف يتولى تربية وتعليم مستقبل مصر.
عن بوابة الوفد 

التعليقات