الكرة الإفريقية والهوى الأوروبى

بعيدًا عن كل القضايا المُثارة حول نهائى دورى أبطال إفريقيا، الذي سيُقام في الثلاثين من مايو الحالى في كازابلانكا بين الأهلى والوداد المغربى.. وعن شكاوى الذين أرادوا السفر إلى المغرب وراء الأهلى، لكنهم حسب نظام ومواعيد العمل في السفارة المغربية لن ينالوا تأشيرات الدخول إلا بعد إقامة النهائى بالفعل.. أتمنى لو أن هناك محضرًا لجلسة المكتب التنفيذى للاتحاد الإفريقى لكرة القدم، التي تقرر فيها منذ عامين تغيير نظام دورى الأبطال ليُقام النهائى من مباراة واحدة وليس بنظام الذهاب والإياب.. فمن المهم أن نعرف كيف كان يفكر مسؤولو الكاف وهم يتخذون هذا القرار وماذا كانت أسبابهم ودوافعهم.. وأخشى أن يكونوا قد تخيلوا أنهم لو قاموا بذلك فسيصبح دورى أبطال إفريقيا قريب الشبه بدورى أبطال أوروبا.

وأنهم بذلك يدفعون الكرة الإفريقية سنوات كثيرة للأمام حافلة بالتطور والازدهار.. ويبدو أن هذا الهوى بتقليد أوروبا لم يسمح لمسؤولى الكرة الإفريقية بالتفكير أولًا في أحوال وأوضاع قارة ينتفعون من لعبتها الأولى دون أن يقدموا لها شيئًا، فالمباراة الواحدة للنهائى يلزمها سفر كثيرين من بلادهم إلى الدولة المستضيفة.. ومشاوير السفر في إفريقيا طويلة تكلفتها مرهقة أو مستحيلة لمعظم الجماهير الإفريقية.. لا طرق برية أو قطارات أو مسافات قريبة.. ولا حتى خطوط طيران منتظمة ومباشرة بين مختلف الدول الإفريقية، التي قد يحتاج السفر بين بعضها إلى المرور بأوروبا أولًا.. وإفريقيا ليست قارة سياحية تعترف بالفنادق الرخيصة مثل أوروبا.. فتُضاف أزمة تكاليف الإقامة أيضًا إلى جانب أسعار تذاكر دخول المباراة.. وقبل كل ذلك.

يتنقل الناس في أوروبا دون تأشيرة دخول لبلاد الاتحاد الأوروبى ويسهل عبورهم إلى دول أوروبية خارج الاتحاد.. أما إفريقيا فالتأشيرات في معظم بلدانها معقدة وتحتاج وقتًا طويلًا إن كان مَن يطلبها أفارقة وليسوا أوروبيين أو أمريكيين.. والحالة الاقتصادية لعموم الناس في بلاد إفريقية كثيرة لن تسمح لهم بشراء تذاكر مباراة إلا لو كانت تلعبها أندية إفريقية قليلة جدًّا لها شعبيتها في القارة بأسرها.. والأهم من ذلك.. نسى المسؤولون الأفارقة أن نهائى المباراة الواحدة يستدعى إعلان المدينة قبل أن تبدأ البطولة بالفعل بوقت طويل منعًا لأى ظنون وشبهات.. وبالمناسبة.. سيُقام نهائى دورى أبطال أوروبا 2023 في اسطنبول.. ونهائى 2024 في لندن.. ونهائى 2025 في ميونيخ.
"عن المصري اليوم"

التعليقات