إنها دولة مدنية

ثبت بالدليل، وظهور «المُختلف عليه» إبراهيم عيسى فى برنامجه «حديث القاهرة» على قناة «القاهرة والناس»، فى موعده ليل الأربعاء، دون تأخير دقيقة واحدة، أن الدولة المصرية المدنية الديمقراطية الحديثة فى جمهوريتها الجديدة موقفها ثابت لا يتزعزع من حرية التفكير.

مساحة التفكير فى البراح مصونة «أربعة وعشرين قيراط»، والمخزون الاستراتيجى من الأوكسجين النقى من حرية المعتقد تكفى الجميع ولعقود قادمة إن شاء الله.

ظهور «المُختلف عليه» رغم التضييق والحصار والاستنفرار السلفى/ الإخوانى شهادة أن الدولة المصرية فى عهدة الرئيس السيسى أكثر سماحة من ضيقى الصدور، صدرها واسع، وأكثر انفتاحًا من بعض من ينسبون أنفسهم إليها بالصوت الجهورى، على طريقة خدوهم بالصوت العالى.

برزت الدولة حكيمة، أكثر تعقلًا ممن عينوا أنفسهم من أنفسهم، ومن تلقاء أنفسهم متحدثين باسمها كذبًا، وأكثر فضيلة من بعض مدعى الفضيلة على كل مذهب، وحكمة من بعض «المحتسبين الجدد» المحسوبين علينا زورًا وبهتانًا كدعاة للدولة المدنية وهم «أَلَدُّ الْخِصَامِ» مع المدنية وحرية التفكير والاعتقاد.

الدولة المصرية المدنية لم تقرب برنامج الصديق «إبراهيم عيسى»، الدولة متمسكة بعقيدتها المدنية، هذا رأى قال به، ولم تقمع فكرة قال بها، وعليه أن يجتهد أكثر، الفكرة تُراجع من قبل من أطلقها، اعتقادًا راسخًا بحرية التفكير والاختلاف.

ورغم الحملة الشعواء والحشد الممنهج، تمسكت الدولة بثوابتها المدنية المتينة، وظهر عيسى عاديًا فى «حديث القاهرة» فى بث مباشر، انتصارًا لحرية التفكير، وبالعقل.

ولا يغير مطلقًا من عقيدة الدولة المدنية سيل البلاغات ضد «المُختلف عليه إبراهيم عيسى»، هذا شأن قَضائى بحت يحدده القانون، وجميع البلاغات فى حوزة النائب العام المحترم المستشار «حمادة الصاوى»،، ولا يمارى فى حق الشكاية، يكفله القانون، والقضاء مستقل، والعدالة أسمى أمانينا.

الدولة بظهور «المُختلف عليه» تُجلس «فقه الاختلاف» على الأرض الطيبة، لسان حالها، التفكير فريضة دينية ومدنية، والفكرة تُواجه بالفكرة، والرأى يُواجه بالرأى، لا يُواجه بالتكفير والتفسيق والسباب واللعان، وكلها مذمومات دينية بنص القرآن والسنة، ويصح هنا التذكير بقول رسول الله، صلى الله عليه وسلم: «ليس المؤمن بالطعان، ولا اللعان، ولا الفاحش، ولا البذىء».

تخيل فيديو يتيم لإبراهيم عيسى فى برنامجه «حديث القاهرة» يُرد عليه بعشرات الفيديوهات المترعة بكل ما نهى عنه الحديث الشريف، والقائلون بها ممن يتسمون «رجال الدين»، مع تحفظ على الوصف.

جميعهم يستفتحون بثهم المباشر بقال الله وقال الرسول، وبعدها يسبون ويلعنون ويفسقون ويكفرون.. وتبعهم بعض المغرضين ومن فى قلوبهم مرض من إبراهيم!

البسملة والحوقلة والتعوذ لم تمنعهم من الخوض فى الأعراض، والسخرية من عباد الله، بغرض التحقير، حالة تنمر تلبستهم، حتى والدة إبراهيم وأسرته لم تسلم من أذاهم.. حسنًا لم تنحنِ الدولة المدنية فى مواجهة أعدائها الملتحين.. والعاقبة للمفكرين.

"عن المصري اليوم"

التعليقات