لا تنظر لأعلى

مع نهاية عام 2021 وتحديدًا فى 5 ديسمبر، بدأ عرض الفيلم الأمريكى «لا تنظر لأعلي» بطولة ليوناردو دى كابرى وجنيفر لورانسّ وميرل ستريب ومجموعة من النجوم و اخراج دافيد ميكاى ويعد هذا الفيلم أيقونة جديدة وصادقة ومفزعة، وكانت الولايات المتحدة الأمريكية هى موقع الأحداث أما الشخصيات التى ظهرت فهى محاكاة كاريكاتورية سواء لرؤساء أمريكا السابقين مثل دونالد ترامب والذى تمثله ميرل ستريب بكل الغرور والنرجسية واللامبالاة وعلاقتها بالمال ورجال الصناعة مثل صاحب شركة «باش» للأجهزة الإلكترونية والموبايل والذكاء العاطفى و الاصطناعى كما الفيس والنت وجميع الألعاب لإلكترونية التى تتحكم فى مشاعر البشر وتحدد توجهاتهم وتلعب على المجهول وتتنبأ بالحياة والموت وهى كاذبة خادعة وفى ذات الوقت نجد أن هذه الرئيسة لأمريكا تعين أبناءها وأقاربها فى المراكز الاستراتيجية بالدولة.

** وهذا ما حدث مع اثنين من علماء الفلك اللذين اكتشفا مذنبا بحجم جبل إفرست متجهًا نحو كوكب الأرض وسوف يتسبب فى دماره حال الاصطدام به، ويحاول هذان العالمان ومعهما عالم أسود يعيش فى أسر لونه وجنسيه يحاولون جاهدين دفع رئيسة أمريكا لأن ترسل سفنًا فضائية تحاول أن تغير مسار ذلك المذنب ولكن علاقة المال بالسلطة وتأثير صاحب شركة «باش» للموبايل وألعابه توقف الحملة الفضائية لإنقاذ الأرض من المذنب بدعوى أنه حال سقوطه سوف يوفر اليورانيوم المطلوب للالكترونيات والذى سوف يمنح أمريكا الرخاء والمال حتى أن رئيسة أمريكا تفجر السفن الفضائية والمكوك الذى كانت روسيا والصين على وشك إطلاقه للفضاء لوقف زحف المذنب نحو الأرض.. ومن خلال الفيلم الساخر الصادم نكتشف أن شعوب العالم أجمعها تعانى من السياسة ورأس المال وينسى ويتناسى الدين والإنسانية والحب وكل القيم وأما العلماء فإنهم لا صوت لهم ودائمًا مهمشون قد يستغلهم الساسة أو قد يدفعونهم إلى الخوف والانزواء والابتعاد على الرغم من أن الأغنية التى غنتها المطربة الشابة كانت تطالب الجمهور بأن ينظر إلى أعلى وأن يستمع إلى صوت العلماء، وأعلى هو الخالق فى السماء وصوت العلم هو الذى سوف ينقذ الإنسانية فى مشهد النهاية يتلون الصلاة والتى كانوا قد نسوها وتجتمع العائلة مع الأحبة ولكن ينتهى العالم كما بدأ فى انفجار هائل يدمر كوكب الأرض بمن عليه.ويظل السؤال الى أين نحن ذاهبون؟

"عن الوفد"

التعليقات