سرقات صهيونية!

فشلت إسرائيل في التطبيع الثقافي مع مصر على مدى عقود طويلة،مما جعلها تمارس ألاعيب غير قانونية للاستيلاء على مواد إعلامية وفنية وثقافية،وتسطو علىالتراث المصري من أفلام ومسلسلات وأغنياتبطرق غير مشروعة،أحدث تلك السرقات الصهيونية، استيلاء المكتبة الوطنية الإسرائيلية على أرشيف صحيفة الأهرام،الذي يمثل توثيقاً يومياًحياًللذاكرةالمصرية، وسجلاً للحياة السياسية والاجتماعية والثقافية، ممتداًعبر قرن ونصفالقرن من الزمن!!
وصل التنطع الصهيوني إلىإعلان صفحة "إسرائيل تتكلم بالعربية" التابعة للخارجية الإسرائيلية، أن المكتبة الوطنية تضع بين أيدي القراء في كل مكان نسخاً من صحيفة الأهرام المصرية العريقة، وعادت واعتذرت موضحة أن المتاح للباحثين والأكاديميين الإسرائيليين فقط الأرشيف الرقمي للجريدة، دون أن تذكر مصدر الحصول على هذا الأرشيف!! والسؤال الذي يفرض نفسه كيف حصل الكيان الصهيوني علي أرشيف الأهرام الذي ظل متاحا عبر الموقع الالكتروني من عام 1992 حتى توقف في عهد د. عبد المنعم سعيد؟!
حين قرأت الإعلان تولدت لدي قناعة،بوصول الأرشيف للمكتبة الإسرائيلية بطرق غير مشروعة، وليس عن طريق أي مسئول في الأهرام، حتى قرأت ما نشره الزميل "محمود كامل" عضو مجلس نقابة الصحفيين على صفحته، حول قيام "عمر سامي" القائم بأعمال رئيس مجلس الإدارة- قبل 8 سنوات- ببيع أرشيف الأهرام لشركة أمريكية تحمل اسم "ايست فيو" مقابل ١٨٥ ألف دولار، وأن تلك الأموال لم تدخل إلى خزانة الأهرام ، وممثل الشركة الأمريكية لم يوقع عليه.
وبالبحث علمت أن شركة "إيست فيو"أعلنت عام 2019 حصولها على أرشيف الأهرام الرقمي من 1875 إلى 2019 ليكون متاحاً على منصتها، وأن المصدر الذي اعتمدت عليه في الحصول على هذا الكنز التاريخي، هو أرشيف جامعة ستانفورد الأمريكية، ومكتبة معهد هوفر، وأن الشركة الأمريكية تتيح أرشيفاً رقمياً لأكثر من 1500 صحيفة من 80 دولة، للباحثين والكتاب والجامعات والمكتبات والمؤسسات البحثية الأوروبية.
ولكن إذا كانت الشركة الأمريكية لم تحصل على حقوق استغلال هذا التراث عن طريق صفقة مع الأهرام، فهل من حقها استغلال الأرشيف لصالحها بمقابل مادي أو غير مادي؟!وأين احترام الجهة المالكة للإنتاج الفكري؟! والتعويضات المترتبة على مخالفة قانون الملكية الفكرية، الذي تحصد منه الولايات المتحدة- عاصمة إمبراطورية حقوق الملكية الفكرية- على مليارات الدولارات سنوياً؟! ولماذا لا يعود أرشيف الأهرام - مرة أخرى- للشبكة العنكبوتية؟!
"عن أخبار اليوم"

التعليقات