كتب العلامة والمفكر الأستاذ الدكتور«محمد غنيم» مقالاً عن أزمة التعليم في مصر واقترح أن تكون هناك هيئة قومية للتعليم الأولى والتعليم العالى من أجل وضع سياسة شاملة واستراتيجية حقيقية وجادة لمستقبل التعليم في مصر وحتى لا تكون خطط التعليم وقضاياه من تطوير وتغيير وإنشاء جامعات متعددة الكيانات ومدارس مختلفة الهوية حتى لا يكون هذا في يد فرد واحد فقط يقرر ويخطط ويتحمل الوطن والشعب جراء قراراته الفردية التي قد يصادفها النجاح أو الفشل ... ولأن الرئيس السيسي يطالب في كل لقاءاته واجتماعاته ورسائله وخطبه إلى الشعب والمسئولين بضرورة الالتفات إلى بناء الوعي فإن قضية الوعي هي المنتج الطبيعي لقضية التعليم والثقافة، فلا وعي بدون تعليم وثقافة ولن يكون هناك تعليم وثقافة إلا إذا امتلكنا وعياً حقيقياً وصادقاً للحفاظ على هذا الوطن.. وللأسف الشديد يظن الإعلاميون ومحبي الظهور وأنصاف المثقفين والسياسيين أن يتشدقوا بكلمة الوعي ليل نهار حتى أنها وصلت إلى تجديد الخطاب الديني ومدعي الحريات وحقوق الإنسان ... الوعي يا سادة يا كرام يحتاج إلى أبجديات ومدخلات حتى يتكون على مهل وعلى خبرات ومعارف وسلوكيات ومعطيات متراكمة تنتج في النهاية محتوى بشرياً يملك مقومات متعددة الأبعاد والطبقات من خلال أسرة قليلة العدد توفر له المسكن والمأوى والبعد النفسي والاحتياجات الأولية ومدرسة آدمية يقضي فيها جزءًا كبيرًا من يومه يتعلم ويتربى على الانضباط وعلى المشاركة والتعاون وأيضاً التنافس والتحدي للوصول والنجاح، مدرسة تعلم الطفل والمراهق العلوم الأساسية واللغة العربية كمكون رئيسي للوعي بالهوية والثقافة والجذور وكذلك لغة أجنبية واحدة للاطلاع على المعارف الحديثة والعلوم الجديدة ، مدرسة بها فناء بسيط وقاعة للموسيقى والرسم حتى لا تنضب وتجف الأرواح ... سوف يقولون لا توجد مدارس ولذا فهناك أربع (4) فترات دراسية في اليوم ...ومن أين لنا بميزانية لبناء مدارس جديدة ! الحلول موجودة وتم طرحها من قبل ولكن فردية القرار والإصرار والعناد وعدم الاستجابة للرأي العام وللخبراء وللمنطق والعقل سوف يؤدي إلى كارثة قريباً .. الوعي يبدأ من التعليم الذي هو الباب السحري إلى بناء الإنسان فما يتسلل رويداً إلى عقله وقلبه وسلوكه فيمنحه الثقافة والمعرفة والخبرة والسلوك ويعلمه عدم التعصب والتطرف أو الضياع والإحباط واليأس..الوعي والتعليم قرارات ليست فردية أو عنترية أو سياسية ولكنها عصارة عقول وخبرات وعلماء ومفكرين يدركون قيمة ومعنى التعليم وكيفية بناء الوعي الحقيقي الجاد الوطني المصري الإنساني ... ألا يسمعون! رسالة إلى رئيس الجمهورية أنقذ مصر بالتعليم وبناء الوعي

"عن الوفد"