مواطنون لكن ظرفاء

يتصور المواطن أن العلاقة بينه وبين الحكومة الرشيدة على أساس أنها علاقة شراكة وتعاون من أجل بناء وطن جديد وجمهورية جديدة، تعمل على إرساء قواعد الحياة الكريمة وحقوق الإنسان فى شارع نظيف آمن آدمى خال من الحفر وأغطية البالوعات وبه مساحات معقولة وآدمية من الأشجار الخضراء، للتنفس وسحب الأبخرة والسموم والتلوث البيئى، كما تدعو وزارة البيئة فيما يسمى «مبادرة الأخضر» ومن حق المواطن أن تكون له مناطق تسمح بمرور المشاة ومرور الأطفال وكبار السن، وطبعا نحلم معاً برصيف طبيعى لا تشغله كراسى قهوة أو كافيه ولا إعلانات حى ومحافظة تظهر على طول الرصيف مثل الخوازيق اللامعة هذا الرصيف البسيط لا تشوهه صناديق القمامة الكبيرة يوفر للمواطنين الأمان من غدر سائقى الميكروباص والتوك توك والموتسيكلات الطائرة التى تطير فى الهواء وعلى الأسفلت وتركب الرصيف حتى على الكبارى.. ومن حق المواطن أن يشعر بوجود دوريات شرطة ليل نهار تجوب الشوارع الرئيسية والجانبية تمنح هذا المواطن الظريف بعضاً من أمان وحماية من اللصوص والشحاتين وظاهرة تفشت وتوحشت الا وهى أطفال الشوارع وقد صارو شباباً لا يملك من أمره شيئاً بلا تعليم أو مأوى أو بطاقات هوية أو حرفة أو أهل أو يوم حالى أو أى مستقبل.. كم نادى السيد الرئيس وطالب بتدخل هيئات الدولة ومنظمات المجتمع المدنى وحقوق الأنسان التى لا تفكر إلا فى حرية الرأى والنشطاء ومعهم بعض الحق ولكن أين حق المجتمع وحق هؤلاء؟ فلماذا لم نجد أى مبادرات ترحمنا من هؤلاء الضائعين البائسين اللذين صاروا مثل القنبلة الموقوتة فى الشوارع ولم تجد كل محاولات الشرطة فى جمعهم وإيداعهم الاقسام والحجز لأن النيابة تصرفهم وتأمر بالأإفراج عنهم بعد قضاء ليلة أو أكثر فى الأقسام لأنه لا يوجد قانون يحرم الشحاذة بالإكراه ولا يوجد قانون كما يقول المسئولون يقنن وضع المجاذيب والمجانين والشحاذين وأطفال وشباب الشوارع الذين وإن كانو ضحايا ونتاج سياسات سابقة واسر آثمة وقوانين قاصرة وهيئات عاجزة إلا أنه قد آن الأوان لأن يتحرك المجتمع المدنى مع السلطة التشريعية لوضع قوانين وحلول مجتمعية تنقذ البقية الباقية منهم من خلال معسكرات تأهيل وعمل وتعلم حرف ورعاية نفسية وصحية يشارك فيها المجتمع المدنى مع الدولة ويتبناها الإعلام من أجل الجميع ومن أجل السياحة ومن أجل هؤلاء الضحايا والآثمين ومن أجل المواطنين الظرفاء اللذين مازالوا يحلمون ويأملون ويقاومون بالابتسامة والسخرية وأحبار الأقلام.

"عن الوفد"

التعليقات