بلاغ إلى النواب

كيف يستقيم الأمر بأن أعلم الطلاب أخلاقيات العمل الإعلامى ونظرياً وفى الواقع نجد هذه الفوضى وهذا الانحدار الأخلاقى فى منظومة ما يقدمه الإعلام المصرى سواء فى الدراما أو الإعلانات التى طغت على الفن والفكر والخلق والقيم وتوحشت المادة بصورة تصل إلى حد الإسفاف والانهيار المجتمعى، ولذا فإنه إذا كانت الهيئة الوطنية للإعلام والمجلس الأعلى للإعلام قد أغمضوا الأعين وقطعو الألسنة وجفت أقلامهم فإن نواب البرلمان ومجلس الشيوخ عليهم دور مع الهيئات والمؤسسات التعليمية من كليات وأقسام الإعلام والصحافة والآداب والحقوق لوقف هذا النزيف الخلقى للمجتمع المصرى.

فى العالم أجمع يوجد معيار وكود أخلاقى مهنى يحدد معايير الإعلام وينظمه سواء المقروء أو المسموع أو المرئى، وكذلك الإعلانات، فلا توجد دولة فى العالم ليس بها هذا الكود الإعلامى، ولدينا فى مصر أساتذة إعلام مرموقون تخصصوا فى هذا المضمار أمثال د.حسن عماد ود.حسن على ود.حسين أمين، فهم من رواد أبحاث وكتب ودراسات تختص بمعايير العمل الإعلامى ومع هذا لا تتم الاستعانة بما كتبوا ولا يتم الالتفات إلى نبض الشارع المصرى وكتابات النقاد والمثقفين من منطلق أن هذا هو الحال وعلينا الصمت وإلا أصابنا ما أصاب من تجرأ ورفض وانتقد.

كود أو معيار الإعلان هو الصدق والنزاهة واللياقة وهناك خمسة محظورات فى أى إعلان وفق المنظمة العالمية لتحديد تلك المعايير ألا وهى:

هذا ما يخص الإعلانات وفى مصر نجد على شاشة رمضان الآتى:

وهذه الإعلانات تذاع بواقع من ١٠ إلى ٣٠ مرة يومياً فى أكثر من قناة ونجد أننا مطاردون على مدار الشهر بهذه الإهانات والخروقات لكل معايير وأخلاقيات العمل الإعلامى محلياً ودولياً، وإذا كانت الدراما تظهر متقطعة بين فواصل الإعلانات فإن «المجلس الأعلى للإعلام» عليه أن يتدخل بحزم وقوة وعلى «نواب الشعب» أن يقدموا الاستجوابات وطلبات الإحاطة لأن ما يجرى على ساحة الإعلان والإعلام نذير شؤم ودمار لهذا المجتمع، وقصة وحكاية ومقولة «غير القناة» غير وارد لأنه لا مفر من الإعلانات المسيئة ولا مفر من الدراما الهابطة ولا مفر من سطوة المال وجشع شركات الإعلان التى سيطرت على الثقافة والدراما والفن باسم الربح والخسارة وباسم الجمهور عاوز كده ولايهم قوانين ولا معايير ولا أخلاقيات ولا صورة المصريين داخلياً وخارجياً.

الأمر جد خطير وللدراما حديث آخر يروى حكاية من يتحكم ومن يكتب ومن ينتج ولمن نبيع.

يا أساتذة الإعلام أين دوركم فيما يجرى على الشاشة؟ استفيقوا يرحمكم الله...

(عن الوفد)

التعليقات