«المدارس الصيفية»

إذا كان قرار السيد وزير التربية والتعليم إنهاء العام الدراسى بسبب جائحة كورونا وزيادة أعداد المرضى والوفيات وهو أمر مشروع وحتمى لصاحب القرار أن يخاف على الشعب وعلى الحالة الوبائية فى البلاد، فإنه كان من الأجدر به أن ينهى التواجد فى المدارس للجميع سواء مدارس «حكومية» أو «خاصة» أو «دولية» ولا يستثنى مدارس المنتجعات والكومبوند وأصحاب الملايين الذين يدفعون بالدولار والإسترلينى من هذا القرار، لأن هذا نوع من تقسيم المجتمع وخلق فجوة فكرية واجتماعية واقتصادية بكل أسف يؤدى إلى صدام وصراع وعدم انتماء وأى محلل اجتماعى ونفسى عليه أن يبدأ البحث والدراسة الجادة فيما آل إليه حال المجتمع بعد تفشى ظاهرة المدارس الدولية والتى بعضها بكل أسف لا هم له إلا جمع المال ومنح شهادات غير حقيقية أدت إلى الغش وصل أن امتنعت هيئة دولية عن عقد أى اختبارات للمصريين فى مصر لتكرار حالات الغش الجماعى ووجود فساد فى المنظومة المانحة للشهادات الدولية.
وما حدث للتعليم على مدار السنوات السابقة بالإضافة إلى ما جرى من تداعيات الكورونا سوف يؤدى إلى كارثة بكل المقاييس ولن تجدى معه كل خطط الدولة فى مواجهة الإرهاب أو التطرف أو الفوضى والبلطجة فى الشارع وإليكم بعض الأسئلة التى على متخذ القرار دراستها...
1ـ هل كان من الأفضل أن يتم توحيد الدراسة فى المرحلة الأولية بحيث لا تكون هناك مدارس دولية لها مناهج منفصلة وأخرى «أجنبية خاصة» وثالثة «نموذجية تجريبية» وأخيراً «حكومية» و«أزهرية»؟... الأفضل نظام تعليمى موحد فى جميع المدارس للعلوم الأساسية فقط «دين» «لغة عربية» «حساب»  «علوم بسيطة» «تاريخ» «لغة ثانية أجنبية» «رياضة بدنية» و«رسم» و«موسيقي» ...  حتى فى المدارس «الأجنبية» و«الدولية» و«الأزهرية» ... الكل ملتزم بمنهج واحد بسيط جداً لا يستدعى دروساً ولا مجموعات ولا تابلت ولا نت ولا أى شيء سوى التعليم الأساسى واكتشاف المهارات والفروقات التعليمية بين الأطفال ومنحهم وقتاً للفنون والإبداع والقراءة والرياضة بصورة صحيحة سليمة بحيث تكون المدرسة واحة للعلم والإبداع ويكون هناك وقت يسمح لهم بالتفاعل والتنافس الشريف البنّاء.
2ـ  هل كان من الأفضل أن يتم الإعداد لتغيير مناهج كليات التربية وإرسال بعثات من الخبراء الموثوق بهم والأساتذة الأكاديميين إلى الخارج أو ابتعاث مجموعات من المتفوقين لدراسة أساليب التعليم والتعلم فى بلدان نجحت فى التجربة مثل «اليابان» و«ماليزيا» و«بريطانيا» و«فرنسا» و«ألمانيا»؟ فهذا هو مربط الفرس وبداية العقد والحل لأن إعداد المعلم أهم مائة مليون مرة من التابلت والنت وتغيير المناهج والأساليب لن يكون بالأوامر ولن يحدث الا إذا غيرنا الفكر والعنصر البشرى الذى يقوم بهذة العملية الخطيرة والهامة والحساسة جداً لمستقبل هذا الوطن إن أردنا حقاً التغيير الفعلى والجذرى لما نعيشه من مأساة وملهاة تسمى تطوير التعليم...
3ـ هل كان من الأفضل أن تستمر الدراسة ولو ليوم واحد فى الأسبوع أو يومين وذلك حتى يستوعب الأطفال ذلك الكم الهائل المركب من الكتب والدروس والمعلومات التى أتخمنا بها ذلك التطوير والتحديث للكتب والمناهج، وإن تعذر ذلك فلماذا لم يكن هناك استمرار للدراسة عن بعد حتى نهاية شهر «يونيو» على الأقل لتعويض الأيام والأسابيع والساعات التى ضاعت فى الكورونا والحظر والإجازات على مدار عامين وحتى لا نفقد بوصلة التعلم والتعليم ونترك الصغار نهباً للشوارع والنت والإجرام والضياع وتفكك الأسرة والعنف لأنهم طاقة مهدرة وليست طاقة بناءة...
4ـ هل من الأفضل أن يفتح وزير التعليم المدارس صيفاً للدراسة ولتعويض ما فاتنا وذلك من شهر أغسطس حتى يكون لدينا وقت لاستعادة ما ضاع وما فات وأن يفتح وزير الشباب جميع أبواب مراكز الشباب ويعلنها للجميع على التليفزيون يومياً لاستيعاب هؤلاء الصغار والمراهقين بدلاً من الشارع الذى سوف يقضى على الأخضر واليابس.
إنها أسئلة مشروعة نطرحها ونطالب بأن نسمع الإجابة قبل أن يضيع المستقبل من بين أيدينا

عن( الوفد)

 

التعليقات