الاستقطاب الذي يُرجح الكفة !

  ربما وجد البعض في كلمة النجم الفرنسي جيرار ديبارديو، لحظة تكريمه، ومنحه جائزة الإنجاز الإبداعي، في حفل افتتاح الدورة الرابعة لمهرجان الجونة السينمائي، محاولة لتجميل وجهه، وتحسين صورته، وسعي حثيث من جانبه لإرضاء التيار، الذي طالب بالغاء تكريمه، ومقاطعة المهرجان، الذي استضافه. لكن تتملكني الدهشة لأن وسائل الإعلام، وهيئة الاستعلامات، على وجه التحديد، غضت الطرف عن استثمار كلمته، التي استهلها بقوله : "السلام عليكم"، وأشاد فيها بجمال "مصر العظيمة"؛ بتاريخها الكبير، والمُلهم، والحب الذي يكنه لنيلها الساحر،  ومناطقها الجميلة الكثيرة. وتوجيه التحية لمهرجان مصري، بهذا الحجم، يدعم المواهب من جميع أنحاء العالم، كما يرصد أموالاً كبيرة لمؤازرة صناع الأفلام المبتدئين، وتهيئة الظروف أمامهم،  لمواصلة الابداع و صنع الأفلام، في الوقت الذي تعتمد فيه بعض المهرجانات على "البروباجندا". ولم ينس توحيه التحية للمخرج الكبير يوسف شاهين وأفلامه العظيمة.
   تجاهلت هيئة الاستعلامات، وغيرها من الأجهزة المعنية، الكلمة، بينما كانت تستطيع استثمارها، على نطاق واسع، في المحافل الدولية، وتوظيفها بالشكل الأمثل، كما كان يفعل سعد الدين وهبة، إبان رئاسته لمهرجان القاهرة السينمائي، من دعوة واستضافة أصحاب القامات السينمائية العالمية، ثم يتحين الفرصة، عقب حفل الافتتاح مباشرة، لبث كلماتهم، التي تروج لمصر ،واستقرارها، فكانت خير دعاية لمصر في الأوساط العالمية . وفي معظم الأحوال كانت مبادرة كتلك تُحقق هدفاً تعجز هيئة الاستعلامات، والأجهزة المعنية، عن بلوغه، ولو أنفقت ملايين الدولارات، في حملات دعائية مدفوعة الثمن !

التعليقات