حول زيارات الوزراء "للازهر "

لم تنفرد وزيرة الصحة بزيارة مشيخة الازهر و مقابلة الجليل شيخ الازهر .. صحيح انها قامت بالزيارة في المستهل من عملها ، و الحقتها بزيارة مماثلة الي بابا اقباط مصر ، لكن السيد وزير المالية هو الاخر قام بزيارة شيخ الازهر ، و ادلي بتصريحات تتعلق بعديد من المسائل المالية غقب الزيارة ، و ان لم نسمع انه قام بزيارة مماثلة لبابا مصر . و الحقيقة اننا ونحن نكن كل تقدير واحترام لمؤسسة الازهر و شيخها الجليل ، لا نفهم بالضبط الرسالة المرجوة من زيارات السادة الوزراء الي مشيخة الازهر ، و لا ندرك العلاقة بين قرارات التنفيذيين ، و هذه الزيارات . هل هذه الزيارات بحثا عن نوع من " الولاية الروحية " التي لا تتوافق في اجتهادي المتواضع ، و العمل التنفيذي في سياق الاختيلر لجوهر الدولة المدنية ؟ او ان هذه الزياات تضع في اعتبارها نوعا من الاستحسان الشعبي المتوقع ، و الذي ربما يتصور المسئول التنفيذي انه و من خلاله يبني جسرا مع الناس ؟ انا افهم علي سبيل المثال ان يكون لوزير الاوقاف تماس ضروري مع الازهر ، فثمة امور تخص الاوقاف قد تحتاج المشورة الدينية ،اما باقي الوزراء فلهم توصيف عمل ،، و مهمتهم ان يقدموا تقديرا للموقف حين تسلمهم المسئولية ، تشحيصا و رؤية استراتيجية للحلول ، تضمن الابعاد الزمنية للتنفيذ . لابد من الالتفات والوعي بما يمكن ان نطلق عليه " رسائل الوزراء " ، حتي وان كانت ضمنية ، لان الموضوع يثير "اسئلة جوهرية" حول موقع "الدين "من القرارات التنفيذية للدولة ..
 
نحن اخترنا دولة رئاسية برلمانية ، و مع كل الاحترام الواجب للازهر و شيخه الحليل ، فليس للدولة "مرشد روحي "، و لا ينبغي ان نخلق اعرافا ، يكون لها فيما بعد تداعيات تؤسس لما ليس مقصودا .و اتصور ان الوزير او للمسئول له حقه في زيارة " شخصية " للجليل شيخ الازهر ، و ان اهذه الزيارة تدخل في حيز شخصي لا يستدعي اعلاما و لا ينبغي ربطها باي تصريحات .. اما ان تتوالي الزيارات و يلحق بها تصريحات تخص شئونا تنفيذية ، فذلك ينسج نوعا من "الالتباسات "، التي ليس فقط نحن في غني عنها ، بل وعلينا دوما ان ننقيها و نجنب "الفضاء العام "الوقوع في براثنها . . ماذا ، لو لا سمح الله لو كانت مثل هذه الزيارات للازهر او لقطبي الدينين ، تتلمس نوعا من الرضا الشعبي ؟ ماذا لو كانت عين المسئول علي ما قد تثيره مثل هذه الزياره من قبول علي غرار " ما يطلبه الجمهور " ؟ تلك معضلة لا تقل في اثارها عن الاولي ، لان جزء من مهام الحكومة و وزرائها ، ترسيخ " صورة الدولة " بالمواصفات الواضحة ، والمحددات الواجبة ...الدكتور طارق شوقي وزير التعليم ، سواء وافقت او اختلفت معه ، نهج نهجا يتسق و توصيف دوره " كوزير'.. ،شخص المشكلة كما يراها ، و ضع رؤي للحل ..، لم نسمع منه الا ارقاما واحصائيات ، لم يلجأ الي دغدغة من اي نوع للشعور الشعبي ، مع ان ما لقيه لم يكن بسيطا ، و لا لجأ الا الي ادوات عمله ' " كوزير" .. نحن في مرحلة تحتاج وضوحا ، و كفانا خلطا للاوراق .
التعليقات