الرؤي " الفارغة " الا من العنترية !

ليس الامر بحاجة لكثير من الجزم ، بحاجة كل من يعتلي مقعد قيادة ، الي ان يقرأو يلم ولو ببضع عناوين ، تدعم خبرته ، ان كان بالفعل يملك خبرة حقيقية ، قد تحمل الفائدة الي الناس .. بضعة عناوين عن البلد التي يشارك في قيادة اي من مؤسساتها ، أيا كانت .. في التاريخ والابداع .. في الجغرافيا والسياسة .. في ادبيات العمل السياسي . هذا حد أدني قبل ان يسمح لنفسه بالادلاء بأحكام ، لا تعتمد في اغلب الاحوال الا علي نوع من العنترية ، السهلة او "المستسهلة ".. قبل التصريحات عليه ان يكون قد قدم الدليل او البرهان علي شبهة نجاح في مقعده " القيادي" ، أما ان يختبأ وراء اطلاق التنظير الكاشف عن الفراغ ، والذي يجاري به نوع من الرواج السهل ، يضمنه مناخ ، منقلب علي الحقائق ، بما فيها الحقائق التاريخية ، فهذا ما لا يمكن القبول به ، حتي لو أمن عليه فرق "الجوقات " المدعمة بالجهل . الاختلاف في الرؤي والتقييم ، أمر مشروع بشرط ان تكون بالفعل رؤي قامت علي المعرفة . السيد ووزير الصحة احمد عماد الدين راغب والذي تخرج من كلية الطب وعمره ثلاثين عاما ، عام ١٩٨٥ وفق موسوعة ويكيبيديا ، ، اي امضي ثلاثة عشر عاما التي يستغرق الدراسة فيها سبعة اعوام ، تلقي تعليمه في المنظومة التي وصفها سيادته بالفشل ، والتي وضعها عبد الناصر .. السيد وزير الصحة فسرتهاوي المنظومة الطبية في مصر عام ٢٠١٧ ، الي القرار الذي اصدره عبد الناصر بأن التعليم كالماء والهواء وجعل الصحة خدمة مجانية . طيب .. اولا عبارة التعليم كالماء والهواء تنسب للرائد العظيم طه حسين ، ان السيد وزير الصحة قد سمع به ، وسياقها يعود الي ما قبل عبد الناصر .. نأتي الي عبدالناصر الذي لقي وجه الكريم من ثمانية واربعين عاما ، و الذي اليه، يرجعون كل الفشل الاداري في نصف قرن .. احب ان اشير لعدة امور سريعة لوزير الصحة ان مشروع " مقاومة الحفاء" في حكومة الوفد عام ١٩٥١ ، كان مشروعا قوميا .. يعني ٢٣ يوليو بدأت من هذه النقطة التي كانت الخدمة الصحية مجرد " عمل خيري " ، وليست حقا للمواطن .. عبد الناصر مات تاركا الف مصنع ، ما زالوا يبعون فيها بعد خمسين عاما ، وخمسة عشر جامعة ، وكان تعداد مصر لا يزيد عن خمسة وثلاثين مليونا .منظومة التعليم ايام عبد الناصر ، التي يصفها بالفشل وزير الصحة ، هي التي قدمت للفريق محمد فوزي الوف من خريجي الجامعات ، الذين بني بهم الجيش واستوعبوا ادق العلوم وانتصرت بهم مصر في عام ٧٣ . عبد الناصر ادخل شعبا في منظومة " الحياة " ، رافضا مبدأ الخيرية والصدقة .. لماذا لم يسأل وزير اصحة عمن اتووا بعد عبد الناصر وكيف اداروا ما تركه عبد الناصر ، ام ان الغرض هو الممالأة واستزراع وعي بجاري توجه السمسرة والتوكيلات ؟ تجارة الطب لم يعرفها الناس ، بأبشع صورها الا في العقود الاخيرة .. الاستثمار في اوجاع الناس ، كما لا بمكن ان تراه حتي في اعتي الدول الراسمالية ، لم نعرفه الا علي ايد الذين ينكرون علي الناس الحق في التعليم والصحة ، والذين اعادوا مجتمع النصف بالمائة بالسمسرة والتوكيلات و القضاء علي فكرة الانتاج .. عبدالناصر يا سيدي ترك مصر تنتج في الزراعة والصناعة ، هل يعرف السيد الوزير معدل النمو الذي حققته مصر حتي بعد ، ١٩٦٧ ؟ وهناك نصف قرن بعد رحيله .. هل تعرف ماجري خلالها . لست في مقام الدفاع عن عبد الناصر او الاتفاق معه ، فهذا امر خاضع لنقاش ، وجدل لا يحق الدخول فيه الا بأدوات معرفيه تؤهل المرأ له اولا .. يبدو الامر وكأن هناك نوع من " التحرش " حين يطلق الكلام بهذا الاستخفاف الاجوف .. لا يا سيدي تهاوي الخدمة الصحية ، و التعليمية ، شاهد علي فشل ادارات جاءت بعد عبد الناصر .. و هذا كما قلت امر لابد وان يناقشه مالكي القدر ة والثقافة .. وان كنت اتفق معك في جانب مما قلته ، فهو ان تسمح منظومة تعليمية، وادارية ، ايضا ، بأن يمضي دارس بها ، ضعف المدة المقررة ، ثم يؤتي به مسئولا .

التعليقات