الفاسدون يتساقطون!

 الفساد والتغييرات الهيكلية التي احدثها في المجتمع و تحية للرقابة الادارية الايام الماضية ، لازمتني "الالة الحاسبة "، ساورني فرح حقيقي وانا احسب كل يوم ما تنشره  الجرائد، من ضبطيات للرقابة  الادارية ، ثم تحول الامر الي متابعة لا تنتظر الصدور اليومي للجرائد ، و تفتش علي صفحات المواقع المختلفة ، عن تساقط " الفاسدين " وآكلي السحت .. من البنوكالكبري  وشركت البترول ، الي بنوك زراعيه مفروض ان دورها   كان  تسليف  فقراء الفلاحين ، الي ورؤساء احياءرشاوهم التي بمئات الالوف وربما الملايين محصلتها دفن الناس تحت انقاض بيوت بنيت بفساد الذمم  .. من مجرد موظفين صغار في نقابة, يختلسون  من القوت اليومي لاصحاب المعاشات ، الي اساتذه كبار في مواقع استشارية لوزراء  .. كان المدهش ان يدخل  تعبير " الرقابة الادارية " الي القاموس اليومي للناس .. هذا مؤشر ودلالة،  ان يستشعر رجل الشارع ان احدا ليس كبيرا علي المحاسبة .. وان ما يقوله رئيس الدولة بهذا المعني طوال الوقت ، يطبق فعليا وانه لا الافراد ولا الجهات يعصمها حصانه تحول دون المراقبة والحساب .. هذا " انجاز" حقيقي ، ليس فقط علي مستوي ادارة الدولة ، ولكن علي مستوي كل الناس .. اظن ان كثيرين من ابناء الوطن شدت الرقابة الادارية من عزمهم و منحتهم أملا شخصيا .. وان علي ذلك  تستحق هيئة الرقابة الادارية التحية بامتياز ، و يستحق من منحها الضوء الاخضر لممارسة مهامها ، التحيه ، ويستحق المصريون ان تتنفس صدورهم او تبدأ في التنفس بارتياح .. فما كان يرزح تحته الوطن من فساد ، كاد ان ان يصل الي " الاعتياد" .. في لحظة بدا وكأنه جزء من الحياة  مازال في ذاكرتي ذلك الخلط غير المفهوم ، بين معني الرقابة ، كمعوق للحرية وبين الرقابة علي الفساد ، والذي بدي غير منطقي وغير مفهوم وعلي اثره الغي او عطل الئيس السادات ، دور هيئة الرقابة الادارية .. و حتي لما اعيد او استعيدت ، كان هناك ما يشل دورها حتي سدت رئتا الوطن وكاد يموت بإسفكسيا الفساد .. والذي يمكن تصور حالنا معه لو اقتربنا من هذه الصورة .. علك يوما قد اخرجت " فلتر" او مرشحا ،  من جهاز تكييف بيت  او سيارة ، وراقبت طبقات " السخام" الاسود او ما يخلفه الدخان من رقائق سوداء تحول ودخول الهواء وخروجه من هذا المرشح ، وكيف يسد هذا السخام الاسود الفلتر ويكاد يغلق مسامه تماما ... تلك هي حال رئة الوطن عندما يتراكم الفساد" و "يتكلس " حتي يحول ما بين حيواتنا وفرص الحياة الانسانية  ..الفساد يسد مسام الوطن، والمحصلة ما تعيشه اغلبية ناسنا او الشعب الذي لم يجد من يحنو عليه..  التعليم الوهمي ..والامراض المزمنه .. البطالة و تلك الانسحاقات التي كادت ات تحيل بشرية الاغلبية وانسانيتها ،  الي حالة تشبه "البكتريا"، وعذرا لقسوة التوصيف لو بدا صادما .. الفساد" ، والمفسدون،  في رقابهم تعلق جزء كبيرا من صياع فرص الحياة و ما اصابنا من التشوهات  الاجتماعيه  والاقتصاديه .. ولذلك ما من مواطن سوي ،  الا و "ثمن" الجهود الاخيرة لجهاز الرقابة الادارية بتوالي ضبطياته لقضايا فساد تؤكد ما سبق وكرره رئيس الدولة من " ان احدا ليس فوق المحاسبة"     .. اجتثاث الفساد كما نأمل ، لا ينبغي ان  يقتصر علي مبدأ "الضبط"  بل ان "سد الثغرات"  في التشريعات و مراجعة بعض المواد التي تكاد ان تكون قد سحبت " حق المجتمع"  و شق العقاب الجنائي ، باجراء " مصالحة" يبرأ من خلالها المفسدون ، بمجرد اعاده ما نهبوه .. جزء رئيسي من مواجهة الفساد كما نسعي لسد منابع الارهاب ، لا يقل اهمية ان نسد منابع الفساد ، بإعمال حقيقي وتفعيل " للرقابة" واليات المحاسبة .. "
الشفافية" جزء كبير من المواجهة للفساد  وتلك الشفافية هي هي ما نحتاجه في فضاء مصر الاعلامي والثقافي ، لان الحجب واعاقة التعبير المتعدد الوجهات ، هو الذي يراكم انواعا من الدخان الاسود او السخام والذي يسد رئة اصيلة في الوطن ..
الان مع " الضبطيات " الحقيقية للرقابة الادارية ليس فقطيمكن لنا ان نتنفس ، بل يمكن ان تفسر ظواهر عديدا من بينها ظواهر متعلقة بدخول "اموال الفساد "   في مراحل غسيل  ، بالدفع بملايينهم الي سوق كسوق العقارات ..، الان يمكن ان تستقرأ معني  ، بالونات تضخم اسعار بيوت صيفية بعشرات الملايين .. نعم عشرات الملايين وعليها طابور ، او ملايين لافراح لغير من تعلم ان لهم اعمال ،  تدر عليهم ما يحقق لهم الواجهات والوجاهة
"الرقابة الادارية "، لا تكشف مجرد فساد ، لكنها تستعيد لرئة الوطن قدرته علي التنفس ، وتعين علي تفسير ظواهر اجتماعية وتحولات اقتصادية مخلة بتوازن المجتمع ..واتصور انها سوف تسمح بأدائها،  لدور او زاوية يدخل منها ، المعنيون بالعلوم الاجتماعية ، ليكشفوا ، وبعلم ، عما احدثه "تجذر الفساد وتشعبه" ، من اختلالات هيكلية في المجتمع المصري .. المسألة ليست مجرد استعادة " ارقام " وفلوس مهما بلغت احجامها .. نحن علي الطريق وبالادوات الرقابية وعلي راسها " الرقابة الادارية " كما اطلت علينا مؤخرا ، الي استعادة " عافية " مصر .. دولة ومجتمع ... عافيتنا 

التعليقات