تحية للشرطة!

السرعة التى استطاعت بها الشرطة المصرية أن تحدد هوية المسؤولين عن جريمة تفجير الكنيسة البطرسية تستحق التحية بلا شك! ولكن قبل أن أسترسل فى تلك التحية لابد أن أطلب أيضا رأى الشرطة فيما يراه البعض من وجود تقصير ما فى حماية الكنيسة، بل وحماية الكنائس بشكل عام، ولو أننى أدرك جيدا صعوبة المواجهة الأمنية للعمليات الإرهابية- والانتحارية منها بالذات- فى العالم كله، فضلاً عن أنه من المتصور أن تكون للكنائس أيضا نظم الحماية الأمنية الخاصة بها، ولكن تظل تلك أسئلة منطقية ومشروعة إزاء حدث جلل أحدث وجعا وألما فى قلب مصر! أعود الآن لأقول إن كفاءة الشرطة فى تحديد العصابة المسؤولة عن تفجير الكنيسة البطرسية، فى أقل من ثلاثة أيام، هو أمر جيد ومطمئن... وهو نتاج لكفاءة فى أجهزة البحث والتحرى أولا، وكذلك لتعاونها مع الهيئات الأخرى- خاصة الطب الشرعى، وتوافر الأجهزة والمعدات الحديثة التى تساعد فى أداء عملها، خاصة أجهزة تحديد «البصمة الوراثية» التى تعد فتحا علميا عظيما، فى خدمة التحريات الشرطية وجمع المعلومات.

وكما ذكرت بالأمس، فلا يمكن أن يكون ما حدث مجرد عمل منفرد لشاب متعصب، أعمى الفكر التكفيرى قلبه وعقله، ولكنه كان مجرد الحلقة الأخيرة والأداة لتنفيذ مخطط شيطانى شاركت فيه خلية بكاملها، تمكن منها فكر تكفيرى منحرف.

وكما ورد فى صحف الأمس فقد قبض على بعض المتهمين، ولايزال البعض الآخر هارباً. ولاشك أنه مما سهل مهمة الشرطة فى التوصل إلى أعضاء الخلية التى ينتمى إليها الشاب الانتحارى، توافر قاعدة بيانات كبيرة وسليمة يجرى تحديثها بانتظام. تبقى بعد ذلك كلمه أراها مهمة، ونصيحة مخلصة لرجال الشرطة، والأمن الوطنى بالذات، وهى أن هناك فارقا هائلا بين أولئك الذين يخططون للقتل والتدمير، وإشاعة الخراب والموت والدماء، وبين أولئك الذين يهتفون ويتظاهرون ويصدرون البيانات، أيا كانت قسوتها وحدتها... فهى فى النهاية كلمات... لا تقتل ولا تذبح ! فرجاء... رجاء... وفروا وقتكم وجهدكم ومواردكم لمواجهة المخاطر الحقيقية، ويا حبذا لو استطعتم منعها قبل أن تقع!

التعليقات