حذاء المستشارة

توقف الناس طويلا امام واقعة مغادرة الاستاذة المستشارة تهاني الجبالي، ومغادرتها مطار القاهرة غاضبة ، اثر الغائها السفر الي بيروت ، لرفضها الامتثال الي اجراءات التفتيش القانونية ، والمتبعة لتأمين المطار والطائرات ، و من بينها خلع الحذاء . كثيرون احسوا نوعا من "الصدمة ".. كيف لاستاذة مضمارها الاول هو تنفيذ القانون ، ان تغضب من تنفيذ القانون؟ ، و ما الاساءة التي يمكن ان تلحق بشخصها الكريم ، حال ان طلب منها مسئولو التأمين من رجال الشرطة ، ان تخلع حذاءها..؟ انا من الذين يحترمون الاستاذة المستشارة ، تهاني الجبالي : منصب جليل ،اداء وطني ، ومواقف لا التباس فيها، و مواجهات شجاعة للمتربصين من الاخوان ٠٠ولنفس هذه الاسباب وبقدرها ، كان الشعور " بالدهشة"، والتعجب : كيف لمشتغل بالقانون ، ان يرفض تنفيذ القانون ؟ الاهم ان محدودية ادراكي ، لم تسعفني لاكتشاف العلاقة بين اجراء أمني متبع في كل مطارات الدنيا ، وهو خلع الاحذية، وبين اتهامات السيدة الاستاذة تهاني الجبالي للقائمين علي تنفيذ القانون بدأ من انهم يمثلون نوعا من " الانصياع لتوجهات اجنبية ،" وحتي التباكي علي استقلالية القرار الوطني !
شئ مثير للحزن .. ان تري الاستاذالمستشارة في تنفيذ المسئولين الكبار والوزراء ، للقانون لما يمتثلون للاجراءات في مطار القاهرة : انكسارا وضعفا وانصياعا بل ربما فقدانا للكرامة !
هل هذا معقول .. ؟ هل من الطبيعي ان يطالب مشتغل بالقانون ، معاملة ، فوق او بما يتجاوز القانون ، وان يلجأ لفكرة الاحتماء في حصانة وظيفية، ( مع انه حتي لوفرض ، وجود حصانة ، فإنها لا تستمر بعد ترك المنصب الجليل، وهو المحكمة الدستورية ) ..
المسألة ، تتجاوز في دلالتها ، كونها ، مع كل الاحترام ، حالة غضب ، لشخصية اعتبارية ، ولاسم يصنف من الصفوة التي تطرح نفسها كقيادة للمجتمع والناس ، المسألة : ما هي "الرسالة " التي يوجهها موقف الاستاذة تهاني الي المجتمع والناس ؟ وماذrا لو ان الامر والتصرف اختلف من الاستاذة تهاني ، كان عكسيا وضرب المثل في ان الجميع سواسية امام القانون ؟ في الحالة الاولي الامر بغير حاجة الي تفسير .. رفض الاستاذة تهاني الجبالي الامتثال الي اجراءات تأمين المطار العادية ، يأتي ترسيخا للشعار " الهرم " ( بفتح الهاء وكسر الراء ) "انت ما تعرفش انا مين " الذي ، هو براي المتواضع ، ذروةضرب القانون ، وخلاصة ، لكوارثنا ، ومفتاح لركوب فئات وافراد علي قيمة العدل وتساوي الناس امام القانون ، وهو الامر الذي مقاومته واجتثاثه من جذوره ... الغضب ومغادرة المطار والاستمرار في اعتلاء تباب الاعلام ، وصب الغضب علي اجراء قانوني ، وخلع " اوصاف سياسية ، " وخلطها بالجراء القانوني ، امر لم يكن احد ، لا يتوقعه ولا يتمناه ، من استاذه قانونية ، وايضا من اسم ارتبط بانحياز محترم الي دولة ٣٠ يونيو ، التي ابسط ما تقوم عليه او مفروض ان تقوم عليه هو احترات القانون .. ولا اظنني بحاجة بعد ذلك لشرح الامر ، الذي كان مفترضا ان تبادر به الاستاذة تهاني ، وهو تنفيذ القانون ، او الرسالة التي كان يمكن ان تصل للناس لو (كان ما كان مفترض كونه! ) لو ضربت الاستاذه القدوة في احترام قانون مطار بلدها .. والحقيقة انني استأذن الاستاذة المستشارة التي تتمتع باحترام واسع ، في القول أن تأويلها لاحترام المسئولين والوزراء للاجراءات المتبعة في المطارات ، لا يمكن ولا يعقل ان يوصف بكل الكلام الكبير الذي يصل الي حد المساس باستقلالية القرار الوطني !
الواقع ان التوقف عند موقف الاستاذة المستشارة سببه ، ما يشير اليه ، " الدلالة" .. انه امر" محبط " ، للغاية وسط كل ما نعيشه من ازمات وحصار ، واختناقات ، وضغوط يئن من تحتها الناس ، ان يكون هذا هو النموذج او "الية تفكير" ، من يوصفون بأنهم صفوة ونخبة ..
شيوع الواقعة وتداولها والتعليق عليها ، وصل وانا اسفة ، الي مستوي التندر من ناحية ، وكذلك اوحي بأن هذا المجتمع ، يبدو و كأنه مصر علي الاستمرار في الانزلاق الي شعار " انت ما تعرفش انا مين " ،؟ هذا ال " مين" .. اودي بنا الي ما نحن فيه ، هشاشة العدل وضرب قيمة القانون .. هذا ال" مين " كان ينبغي ان يسقط اول ما خرج الناس في ٣٠ يونيو فكم نكل بنا ومورست باسمه كل صنوف القهر ، ابتداء من قهر عسكري مرور في الشارع ، الي نهب ثروة وطن كامل !

التعليقات