شيماء .. قبلت اعتذارك

قرأت لأكثر من مرة الإعتذار الذي كتبته الصحفية شيماء عبد المنعم عن الخطأ المهني واللغوي الذي وقعت فيه أثناء المؤتمر الصحفي للفنان العالمي ليوناردو دي كابريو ، بمناسبة فوزة بجائزة الأوسكار لأول مرة ..
ولا أنكر تأثري بما كتبته ، وما استشعرته من احساس بالمرارة في نفسها ، لقد حكت شيماء ما حدث بمنتهي الصراحه ، وواضح جداً أن عفويتها وتلقائيتها فاقت مهنيتها وحرفيتها ، فهي أولاً قدمت نفسها كأول صحفية مصرية تغطي إحتفال الأوسكار وهو خطأ مهني وتاريخي ، فقد خلطت الخاص بالعام عند تقديمها لنفسها وسجلت موقف منافي للحقيقة ، كما أثبتت أنها لم تدرس تاريخ وسوابق التغطيات الصحفية للحدث ، وتاريخ الفنان الذي تخاطبه .
كذلك كان أولي بها أن تعد مسبقاً سؤالا توجهه باللغة العربية أو تدرب علي توجيهه بالانجليزيه ، وهنا كان ينبغي علي المشرف عليها أن يراجع معها قبل السفر أسلوب التغطية والأسئلة التي قد تحتاج لأن توجهها في مناسبات مختلفة أثناء المهرجان ..
كل ذلك لم يحدث .. ووجدت شيماء نفسها في مواجهة فنان عالمي كبير فسبقت مشاعرها عقلها وحدث ما حدث ،فتعرضت لما تعرضت له من نقد غير مسبوق ، بل وصل الأمر إلي نشر خبر عما حدث في عدد من أشهر الصحف العالمية ..
وها هي شيماء وقد إعتذرت عن الخطأ الذي وقعت فيه .. فهل يقبل المجتمع اعتذارها ..
لقد صرنا نعيش في مجتمع غاية في القسوة في نقده وانتقاده وأحكامه .. مجتمع لم يعد يخاف أو يرحم،
وإذا كانت فضيلة الاعتذار قد صارت من نوادر الزمن، ففضيلة العفو والتسامح تكاد تكون قد تلاشت واختفت من حياتنا ،، وللأسف يظهر ذلك جلياً كل يوم في بعض المواقف والمعالجات الصحفية .. في معظم الصحف ومنها الصحيفة التي تعمل بها شيماء ذاتها.
ولكني كإنسان سأظل اتساءل ؛إلي متي ؟!
شيماء ؛ كمواطن ، وقاريء ، ومهني محترف، أعلن قبولي لإعتذارك، وأتمني أن يقبل المجتمع اعتذارك.
استفيدي من هذا الدرس الصعب ، وتعلميه جيداًً ، واجتهدي، واعملي بعزيمة و إصرار علي أن تطوري من نفسك، لغتك، ومهاراتك، وثقافتك ، وخبرتك.. وسافري لحفل الأوسكار مرة ثانية وبإذن الله ستنجحي..
كم من نجاحات في حياتنا ولدت من رحم الفشل..فإياك أن تيأسي.
شيماء؛ قبلت اعتذارك.

التعليقات