القاتل الحقيقي لسائق الدرب الأحمر .. (الأمين برئ) !

أخيرا تكشف الغموض حول حادث مصرع سائق برصاصة خرجت من مسدس كان يحمله أمين شرطة تصادف أنه كان يتحدث مع السائق القتيل.
تقول الروايات الموثقة إن أمين الشرطة قل للسائق عندما لم يقبل بالأجرة التي اقترحها عليه "أنا ممكن اضربك بالنار لو ما طلعتش من هنا".
فما كان من السائق إلا أن رد "هتضربني ازاي يعني؟"... وفي رواية آخرى قال "ما تقدرش".
فأخرج أمين الشرطة مسدسه، وخرجت من المسدس رصاصة استقرت في رأس القتيل.
تختلف هذه الرواية جذريا عن كل الروايات التي سمعناها سابقا والتي روجها النشطاء وأعضاء جماعة الإخوان الإرهابية المحظورة والتي تجاهلت عمدا هذا الحوار وصورت المسألة كما لو كان الأمين قتل الرجل هكذا دون سياق أو حوار وبدون أي دافع أو مبرر.
من الواضح أن السائق أخطأ بدوره. وبصرف النظر عن حجم الخطأ لأن هذا ليس موضوعنا لابد من الإقرار بأن حلاوة اللسان والأدب في الحوار وعدم استخدام ألفاظ نابية أو مستفزة أو محرضة هي أمور أساسية خاصة في التعامل مع رجال القانون.
نحن أمام أمين شرطة يسهر على الحدود، ويقاوم اللصوص، ويتصدى للإرهابيين، ويقود طائرات، وبواخر، وغواصات. يحمي الأطفال والأمهات والعجائز. أمين شرطة يخدم الوطن ويتعرض لضغوط حياتية كثيرة.
يعمل في حر الصيف وبرد الشتاء. في الوقت الذي تكون انت فيه تحت البطانية يكون هو في الطريق يكدح ويعرق ويجمع الإتاوات من الباعة الجائلين الذين ينغصون علينا حياتنا.
كم من مرة يفاجأ بأنه ليس لديه فكه حيث أن كل ما يحمله من أموال عبارة عن خمسينات حصلها بعرق جبينه من المواطنين الشرفاء الذين يدعمون دوره في حماية الوطن؟
كم من مرة يحاول التحرش بسيدة ولحظه العاثر يتبين أنها متزوجة وزوجها يقف على مقربة منها؟
كم من مرة يترصده أعوان المحظورة ويلتقطون له صورة وهو يكرمش الخمسينة أو يتعدى على مواطن بالخطأ في حادث فردي هنا أو هناك؟
تحت كل هذه الضغوط يأتي شاب صغير في السن ويستفزه ويقول "ما تقدرش".
هل يسكت له؟
هل يسقط هيبة الدولة؟
هناك تضحيات صغيرة لابد من قبولها في سبيل ألا تصبح مصر مثل سوريا أو العراق أو سويسرا أو النرويج.
نحن أمام وضع قلق وسياق دولي مضطرب والدولة لابد لها من الاحتفاظ بهيبتها.
عندما يتطاول المواطن هو يرتكب خطأ جسيما. حتى لو كان الأمين قد أخطأ بالتفكير في إخراج المسدس العهدة، لا يعني هذا أن نتغاضى عن الخطأ الذي ارتكبه المواطن.
الموضوعية تقتضي الإقرار بأن الخطأ خطأ بصرف النظر عما إذا كان من ارتكبه حي أم ميت.
هذا الأمين البطل لم يشعر بأي إهانة شخصية لأنه يعلم أنه يمثل الدولة، وقد تصرف بما تمليه عليه الحمية الوطنية.
عندما يقول أي شخص "ما تقدرش" لأحد ممثلي القانون والنظام والدولة، فمعنى هذا أنه يستهتر بالقانون والنظام والدولة. بل ويستهتر بالدين. معنى هذا أنه يقول إن الدولة "ما تقدرش".
هل نقبل بأن يتجاوز الأمين عن حقه؟
نعم بالتأكيد. ولكنه لا ينبغي أن يتجاوز عن حق الوطن، عن حق مصر.
ماذا لو فعل أخرون نفس ما فعله السائق عندما تعدى باللفظ وتحدى هيبة الدولة؟
لو قبلنا هذا ستنهار الدولة.
من موقع المسؤولية كان على الأمين أن يتصرف. أن يقوم بواجبه. أن يدافع هن هيبة الدولة، عن هيبة الوطن، عن هيبة مصر.
وإذا كان لأحد أن يعتذر فهم أهل الدرب الأحمر، والسائقين، والشباب، والولد اللي نفخ الكوندوم.
شكرا!

التعليقات