لماذا يختار "داعش" ضباط عراقيين لقيادة التنظيم؟
قال المتحدث باسم التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضد "داعش"، العقيد رايان ديلون، من بغداد، إنه ليس لدى التحالف معلومات موثوقة تفيد بمقتل البغدادي.
فيما أفاد مصدر محلي في محافظة نينوى، اليوم الجمعة، بأن تنظيم "داعش" نشر تعميما مفاجئا في أغلب مساجد تلعفر غرب المحافظة، يدعو فيه عناصره لترقب بيان مهم بشأن "البغدادي".
ويعتقد خبراء في شؤون الجماعات المتشددة أن أحد أكبر مساعدي البغدادي الأثنين، وهما إياد العبيدي وعياد الجميلي، اللذان كانا يعملان ضابطان سابقان في جيش صدام حسين أقوى المرشحين، رغم أنه قد لا يُمنح أي منهما لقب "الخليفة".
وعن هذا الموضوع يقول الدكتور حسام شعيب:
إن حقيقة وتأكيد مقتل أبو بكر البغدادي سيترك آثارا كبيرة على التنظيم الإرهابي، لكن حتى هذه اللحظة الأخبار غير مؤكدة، إلا أنه وبمجرد أن تكون هناك ترشيحات لخلافة البغدادي، فذلك يدل على أن التنظيم قد اهتز في بنيته الهيكلية، وبدأ يبحث عن قيادات جديدة، مما يعني احتمالية أن يكون أبو بكر البغدادي فعلا قد أصيب أو أنه قد قتل، وبالتالي سيؤثر هذا الموضوع على حلفاء التنظيم الداعمين الأساسيين له والمتغاضين عن إرهابه و إجرامه في المنطقة، وأعتقد أننا سوف نشهد خلافا جديدا بين المشغلين وهذا التنظيم، إضافة إلى فقدان التنظيم القدرة على إدارة الخلايا النائمة في أكثر من دولة وعاصمة أوروبية وإسلامية، وهذا يعني أن "داعش" لم يعد قادرا على إدارة التنظيم في الأعمال الدولية، وانما سوف تكون هناك خلايا إرهابية غير مدارة من قبل الولايات المتحدة أو بعض الدول الغربية أو الدول الإقليمية كتركيا والسعودية.
إن اختيار ضباط عراقيين لإدارة التنظيم ما هو إلا إثبات بأن الاستخبارات الأمريكية استطاعت أن تؤسس لعلاقات وثيقة جدا مع بعض الشخصيات العراقية العسكرية في الجيش العراقي السابق، والتي قد أدانت بالولاء للولايات المتحدة الأمريكية في أواخر عهد الرئيس السابق صدام حسين، وهذه الشخصيات كانت جزء من الحرب على العراق، وعندما دخلت الولايات المتحدة إلى العراق، أعلنت هذه الشخصيات انشقاقها عن الجيش العراقي وانضوت تحت مسميات مختلفة شكلا، لكي تكون في مواجهة ما أسمته بالاحتلال، ثم استطاعت تلك الشخصيات باستقطاب الجماعات الإسلامية من أهل السنة، كما فعلوا مع أبو بكر البغدادي وقبله أبو عمر البغدادي، فقد كانت السجون العراقية تحت إشراف أمريكي استطاعت أن تخرج أعدادا كبيرة من هؤلاء الإرهابيين، فتنظيم "داعش" خرج بهوية عراقية شكلا، لكن هو في الواقع والمضمون خرج بهوية استخبارات "السي آي إيه" الأمريكية، لأن المقصود كان خلق تنظيم سني في العراق، كان لغرض محاربة الاحتلال شكلا ولكن في الواقع كان الغرض منه خلق حالة مذهبية وطائفية داخل العراق.