خسرت تريزا ماى رئيسة وزراء بريطانيا المُغامرة التى قررت أن تخوضها، بعدما دعت لانتخابات برلمانية مُبكرة لتسيطر بحزب المُحافظين بشكل كامل على مقاعد مجلس العموم، فكانت النتيجة أن فقدت بعض مقاعدها لصالح حزب العُمال الذى حصد قرابة 30 مقعداً إضافياً عما كان يمتلكه.

حزب المحافظين فاز بالعدد الأكبر من أصوات الناخبين بالفعل، لكنه لم يحصل على أغلبية مقاعد البرلمان، وهو ما يُشكل خطراً حقيقياً على مصير السياسة البريطانية، لا سيما ما يتعلق بفك الارتباط مع الاتحاد الأوروبى، رهان ماى الأول.

ماى قالت كلاماً مُرسلاً تعقيباً على النتيجة الكارثية، كُل الغرض منه هو التقاط الأنفاس، والتمهيد للسعى لعقد أية تحالفات من أى نوع لخلق كتلة أغلبية حاكمة فى مجلس العموم، إذ لجأت لنغمة حاجة البلاد للاستقرار، والتعاون بين الجميع لرفعة شأن بريطانيا.

فى المقابل لجأ جيريمى كوربن زعيم حزب العمال للهجوم كالمُعتاد، لا سيما وهو يحمل فى جعبته انتصاراً كبيراً بإضافة المزيد من المقاعد لصالح حزبه، عكس المتوقَّع، إذ طالب ماى بالاستقالة على الفور.

الساعات المُقبلة ستشهد حراكاً تاريخياً فى بريطانيا، حزب المحافظين يسعى لإيقاف نزيف الخسائر الصادم والمُباغت، وحزب العمال بامتلاكه لدفعة جبارة وتاريخية لن يفوِّتها وإنما سيستغلها بكل ما أوتى من قوة للإجهاز على المحافظين، ومن ثم تحقيق الحد الأقصى من الأرباح.