
هل رفعت لافتة أحضان مجانية : وهل طلبت من أحد الطبطبه عليك؟
ماالذى حدث للمحبين.. هل انقطعت بينهم وسائل الاتصالات الإنسانية، واكتفوا بوسائل التواصل الاجتماعية؟
سؤال رصد الإجابة عليه خبراء علم النفس بعد أن لاحظوا أن العصر الحديث يشهد تراجعا مخيفا في التواصل الإنساني والجسدي بين الناس بشكل ملحوظ، ي وهو ماأفقدنا اللمسة الحانية والحضن الدافئ، بما لذلك من فوائد نفسية وجسدية وصحية، ووفقا لموقع دويتش فيليه، فقد أكد الخبراء أن الحضن الإنسانى في معظم الأحيان هو أهم من ممارسة الجنس.
ويبدو أن الحياة الحديثة التى نعيشها، والتي يقضي فيها معظم الناس أوقاتهم على الفضاء الالكتروني وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى ارتفاع معدلات الطلاق وتأخر سن الزواج في العديد من المجتمعات، قد أدى إلى ندرة أو غياب أحد أهم عناصر التواصل الإنساني وهو "التواصل الجسدي".. فالحضن الدافئ بين أفراد العائلة الواحدة أو حتى " الطبطبه" على الكتف بين الأصدقاء صار من الأمور النادرة، وهي مسألة لا تضر بالصحة النفسية فقط بل وبالصحة الجسدية أيضا.
ولذلك كما يقول الخبراء، انتشرت في العديد من المجتمعات بدائل مختلفة لتحقيق التواصل حتى بين الغرباء، مثل أنواع التدليك (الماساج) المختلفة، أومايعرف بـ"حفلات الاحتضان" والتي يشارك فيها الراغبون في الحصول على الدفء الذي تمنحه لحظة الحضن، دون رغبة في علاقة جنسية. . ولنفس السبب أيضا تنتشر في شوارع بعض المدن لاسيما الغربية، فكرة وقوف أحد الأشخاص بلافتة عليها عبارة "أحضان مجانية" للمارة، كما أن هناك اليوم العالمي للإحتضان .
ويرصد طبيب العلاقات الجنسية "أوفيه هارتمان" الأستاذ بجامعة هانوفر الألمانية، ظاهرة أطلق عليها "الفقر المدمن في التواصل الجسدي". ويقول الخبير " إن التواصل الجسدي بين الأزواج يقل مع الوقت، فبعد سنوات طويلة من الزواج تندر المواقف التي يحتضن فيها الزوج زوجته عند عودته من العمل أو من رحلة قصيرة ".
ويظهر هذا الافتقار بشكل واضح في استطلاعات الرأي، إذ أظهر أحد هذه الاستطلاعات في ألمانيا أن "الاحتضان" يأتي في المركز الأول في قائمة الأمور التي تجعل الإنسان سعيدا، قبل الحياة الأسرية أو السفر أو النزهات الخلوية، ويبدو أن هذا الافتقاد قد امتد حتى للمتزوجين، إذ أظهر الاستطلاع أن نصف الزوجات وثلث الأزواج يتمنوا الحصول على حضن دافئ بعيدا عن العلاقة الجنسية.
والأهم من ذلك فهو أن الأطباء أثبتوا الفوائد الصحية العديدة للحضن، فهذا النوع من التلامس الجسدي يؤدي لإفراز هورمون الأكسيتوسين الذي يساهم في تقليل حدة الضغط العصبي، كما أن الحضن يؤدي لخفض ضغط الدم وتقليص إفراز هورمون الكورتيزول المسبب للتوتر كما تتراجع مشاعر الخوف والقلق.
ويؤدي الحضن المنتظم لتقوية جهاز المناعة، كما يقلل من فرص التعرض لفيروسات نزلات البرد والأنفلونزا، وفقا لما خلصت إليه دراسة أجرتها جامعة كارنيجي ميلون الأمريكية.
ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل إن الدراسات أثبتت أن ثقة الطلبة في أنفسهم تزيد وتتراجع لديهم رهبة الحديث أمام باقي الزملاء، عندما يشجعهم الأستاذ بلمسة على الكتف، كما أن مواظبة المريض على تعاطي الدواء ترتفع أيضا عندما يحمسه الطبيب عند كتابة الوصفة الطبية بالربت على كتفه.
وتعتمد العديد من المستشفيات ودور المسنين على اللمسة الحانية كتقنية علاجية، لاسيما لدى من يعانون من الألزهايمر أو كبار السن الذين فقدوا التواصل مع العالم المحيط بهم، فهذه اللمسة من طاقم التمريض كفيلة بإعادة الشعور لهم بأنهم جزء من الحياة قد عاد إليهم.