حتى الدولار اتجنِّن حتى الدولار اتهَف.. حتى الدولار اتجنِّن وعقلُه هَوَّى وخَف!

رحم الله مطربنا الشعبي اللذيذ (شعبان عبد الرحيم) الذي لم يعاصر وباء جنون الدولار الذي نعاصره اليوم، وإن كان قد ترك لنا بصمة عن وباء جنون البقر على أيامه، وعمل له أغنية كمان بيقول مطلعها "حتى البقر اتجنِّن حتى البقر اتهَف.. حتى البقر اتجنِّن وعقلُه هَوَّى وخَفّ"!

قد يكون من حسن حظ عمنا (شعبولا) إنه مات، وربما نحسد جميع أمواتنا ونطلب منهم الدعاء لنا بالرحمة في أيام زرقاء ارتفعت فيها العملة الخضراء لمستويات فوق الحمراء علشان تخلي عيشتنا سوداء في سوداء!

وبصراحة معنديش أي عِلم عن جدوى ما تفعله الحكومة كبرنامج للإصلاح الاقتصادي وهو في الحقيقة لا يُضاهي حتى برنامج عالم سمسم، بل أن في عالم سمسم ذات نفسه لم يصل الدولار لأكثر من أربعة خمسة جنيه، والآن أصبح أغلى من المرحوم (أجوجو)!

ولو عُدنا للتاريخ فسنجد أن الدولة السلفسترية التي نشأت حضارتها على أرض الكوبيا في عصر الليمون المخلل، قد عايشت نفس التجربة المريرة، ولكنها استطاعت السيطرة على سعر الدولار المشمشي وقتها بإجراءات مُبتكرة وحازمة نفذتها حكومة قوية (بقول لك دولة سلفسترية يعني عضلات ومجانص وسيكس باكس ومدافع رشاشة وشغلانة كبيرة سعادتك)!

ولو حاولت تسأل الحكومة الموقرة حاليًا عن إجراءات مماثلة ستحصل على تأكيد بوجود اجتماع في القرية الذكية، والقرية الذكية تتميز كما نعلم بإن زراير النور هناك شغالة بالتاتش، والكراسي بعَجَل، والأبواب فيها حساس، علشان يخليها تفتح وتقفل لوحدها، مش علشان يخليها تتقمِص وتزعل طبعًا (بقول لك حساس اللي هو سينسور  Sensorمش حساس من النوع التاني اللي بياخد على خاطره كما قلنا)!

المُهم بعد اجتماع القرية الذكية ستجد التبرير اللوذعي إن أيام الدولة السلفسترية كانت الدولارات مشمشية، وبالتالي تم حل مشكلتها في المشمش، أما مشكلتنا فمن الواضح إنها مش هينفع حتى تتحل في المشمش إلا لو رجعت أمريكا لطباعة الدولارات المشمشية، أو نجحنا في إقناع السادة حميد الشاعري وهشام عباس بصنع فيديو كليب جديد للبحث عن بنت المليونير الشهير سعيد بك ألماظ.. ونغني عيني عيني نفسي ومُنى عيني إن ينزاح عننا جنون الدولار، حتى لو كان المقابل هو عودة جنون البقر؛ لأن البقر أرحم من اللي إحنا فيه دلوقتي.. آي والله!

 

التعليقات