
حسين فهمي يكشف حكاية "عرض المليون دولار" لرعاية مهرجان القاهرة السينمائي
"يجب أن نتكاتف بجانب مهرجان القاهرة، فهو مهرجان قوي ويستحق أن ندعمه جميعًا، وأن نكون يدًا واحدة في سبيل ارتقائه، وأنا موجود هنا حبًا في السينما، ولأن مصر جديرة بأن يكون لها مهرجان مشرّف يليق بتاريخها وحضارتها".
هكذا استهل الفنان حسين فهمي تصريحاته عن الدورة الجديدة للمهرجان، مؤكدًا أنها ستشهد العديد من المفاجآت والأنشطة المتنوعة، سواء داخل دار الأوبرا أو في فضاءات الفندق الذي يحتضن الضيوف.
جاء ذلك في جلسة ودية جمعت النجم المصري مهرجان القاهرة السينمائي، بعدد من الصحفيين، حرص خلالها على مشاركة رؤيته والبوح بأفكاره، والوقوف على تفاصيل النسخة السادسة والأربعين من عمر المهرجان، التي تنطلق في 12 نوفمبر المقبل وتنتهي في 21 من الشهر نفسه.
وتطرق "فهمي" خلال حواره عن تسريب أسماء المكرمين في الدورة الجديدة، إذ قال: "ما حدث غير مقصود، وتم التعامل معه حتى لا تحدث تسريبات أخرى تخص المهرجان قبل الإعلان الرسمي من المكتب الإعلامي، وأرى أن الفنان خالد النبوي رغم تكريمه بمهرجانات أخرى، يستحق التكريم هذا العام تقديرًا لما بذله من جهد وعطاء".
أشار حسين فهمي إلى أسباب رفضه لعدد من الرعاة رغم العروض المغرية التي تقدموا بها، إذ قال: "تلقينا هذا العام عرضًا بمليون دولار من إحدى الشركات ولكن لأنه مهرجان الدولة، لا يمكن أن يُقايض بمغريات المال أو العروض المليونية، فالقيمة الحقيقية تكمن في الموقف الوطني والاعتبار الثقافي"، مشيدًا بدعم الدولة ممثلًا في وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو، الذي يدرك أهمية المهرجانات ودورها.
أما عن المقارنة المستمرة مع مهرجان الجونة، أثنى النجم الكبير على الجهد المبذول هناك، لكنه شدّد في الوقت نفسه على أن مهرجان القاهرة، بعمقه وتاريخه، يسعى لأن يجمع بين الجدية والتجديد، مع المحافظة على روحه الكلاسيكية، بدءًا من الالتزام بالبدلة الرسمية في الافتتاح والختام، وصولًا إلى اختياراته الفنية التي تضع القيمة فوق الضجيج الافتراضي على وسائل التواصل الاجتماعي.
كما تطرق إلى أهمية تعاون المهرجانات فيما بينها، مشيرًا إلى أن فرنسا تضم أكثر من 500 مهرجان، وهو ما ينبغي أن يكون دافعًا لزيادة عدد المهرجانات في مصر والمنطقة، مشيرًا إلى التعاون الذي جرى عبر الجناح المصري في مهرجان "كان"، أثمر عنه شراكات جديدة مع مهرجانات أخرى.
لم ينس رئيس المهرجان التعبير عن موقفه الثابت والداعم للقضية الفلسطينية قائلًا: "مازلنا في الخندق نفسه، ولا شك أن القضية تحظى باهتمامنا في كل دورة، إذ إن المهرجان تم تأجيله العام قبل الماضي بسبب أحداث غزة، بينما تم الاحتفاء في العام الماضي بالسينما الفلسطينية، ونستمر في العام الحالي في دعم القضية".
أما عن مسألة نفاد تذاكر الأفلام، وهي الأزمة المستمرة منذ سنوات رغم الوعود المستمرة بتفاديها، أوضح رئيس المهرجان أن المشكلات السابقة في الحجز يتم العمل على حلها، مع السعي لتوسيع كوتة الصحافة بما يخدم التغطية الإعلامية.
وحول برمجة الأفلام، أكد أن مهرجان القاهرة يظل وجهة جاذبة للمخرجين الكبار الذين يحرصون على عرض أفلامهم فيه، لكونه يقام في واحدة من أعرق المدن في العالم، موضحًا أنه لا يجد في أفلام الذكاء الاصطناعي قيمة تُذكر للسينما في الوقت الراهن، مفضلًا الشكل الكلاسيكي للمسابقات.
وفي ختام حديثه، أعلن أن المهرجان هذا العام سيعرض 12 فيلمًا مُرممًا جديدًا، إلى جانب 10 أفلام أخرى عُرضت في الدورة السابقة بعد ترميمها ليصبح إجمالي عرض الأفلام المرممة 22 فيلمًا من أهم الأعمال السينمائية، بينما سيكشف تفاصيل الدورة الجديدة في المؤتمر الصحفي يوم الأحد 12أكتوبر المقبل.