في ذكرى ميلاده.. صلاح أبوسيف مخرج رصد الواقع ولهذا تشاءم من يوم الجمعة

يحل اليوم عيد ميلاد رائد السينما الواقعية المخرج صلاح أبوسيف، الذى ولد فى مثل هذا اليوم الموافق 10 مايو من عام 1915.
 
استطاع المخرج القدير صلاح أبو سيف، بفنه وأعماله أن يجسد ملامح المجتمع المصرى، عبر شاشات السينما والتلفزيون، كما استطاع أن ينافس بالفيلم المصري الأفلام العالمية، وتم عرض أفلامه بالمهرجانات العالمية، كما حصل على العديد من الأوسمة والجوائز.
 
وفي السطور التالية نستعرض لكم أبرز المعلومات عن المخرج الراحل صلاح أبوسيف:
 
ولد فى 10 مايو عام 1915، بقرية الحومة مركز الواسطى بمحافظة بنى سويف.
 
كان والده عمدة القرية، بينما كانت والدته قاهرية متعلمة، ورفضت العيش مع زوجها وسط زوجاته السابقات، حيث أقامت في بيت العائلة مع شقيقها بالقاهرة، وألحقت ابنها بالمدرسة هناك.
 
خاله كان ممن يقاومون السلطات البريطانية، وتم اعتقاله أكثر من مرة، فكان لذلك تأثير كبير علي بناء شخصية و الفكر السياسى لصلاح أبو سيف.
 
بعد الانتهاء من دراسته الابتدائية التحق بمدرسة التجارة المتوسطة.
 
عمل بعد ذلك في شركة النسيج بمدينة المحلة الكبرى، كما عمل في نفس الوقت بالصحافة الفنية.
 
درس في ذلك الوقت فروع السينما المختلفة والعلوم المتعلقة بها مثل الموسيقى وعلم النفس والمنطق.
 
أخرج بعض المسرحيات لفريق الهواة من العاملين بشركة النسيج، وسنحت له الفرصة الالتقاء بالمخرج  نيازي مصطفى، الذي قابله أثناء ذهابه للمحلة لعمل فيلم تسجيلى عن الشركة، وأصيب بالدهشة من ثقافة أبو سيف ودرايته بأصول الفن السينمائي، مما دفعه لأن يعده بأن يعمل علي نقله إلي استوديو مصر.
 
بدأ العمل في ستوديو مصر بالمونتاج، وأصبح رئيسًا للقسم لمدة عشر سنوات.
 
التقي خلال هذه الفترة بالمخرج كمال سليم وعمل معه كمساعد مخرج فى فيلم "العزيمة"، وهو أول فيلم واقعى فى السينما المصرية.
 
كانت أولى تجاربه فى الإخراج عام 1946، فى فيلم  مقتبس عن فيلم أجنبي.
 
سافر إلى إيطاليا وعاد منها عام 1950 متأثرًا بتيار الواقعية فى السينما، وأخرج النسخة العربية من فيلم "الصقر"، الذي كان من بطولة عماد حمدي وسامية جمال وفريد شوقي.
 
اشترك في كتابة السيناريو لجميع أفلامه، لكي يضمن أن يكون كل ما كتبه السيناريست متفقاً مع لغته السينمائية.
 
في ذلك الوقت كانت السينما المصرية تتناول موضوعات بعيدة عن حياة المجتمع المصرى، فعمل أبوسيف على تغيير ذلك، وبدأ يعمل على إخراج فيلم "لك يوم يا ظالم".
 
عندما عرض سيناريو فيلم "لك يوم يا ظالم" علي المنتجين رفضوه، وقرر إنتاج السيناريو بنفسه، مما جعله يبيع سيارته ومصاغ زوجته.
 
عند عرض فيلم "لك يوم يا ظالم" عام 1951، حقق نجاحًا كبيرُا، بأسلوبه الواقعي واقترابه من الجمهور، وكان من بطولة فاتن حمامة ومحسن سرحان ومحمد توفيق
 
بلغ مجموع الأفلام التي أخرجها طوال مسيرته أربعين فيلماً.
 
تم عرض أفلامه في مهرجانات عالمية أبرزها: كان، البندقية، موسكو، وبرلين.
 
من أهم أفلامه: "الأسطي حسن، ريا وسكينة، الوحش، شباب امرأة، الفتوة، لا أنام، الوسادة الخالية، أنا حرة، بين السما والأرض، البنات والصيف ، بداية ونهاية ، لا تطفئ الشمس، القاهرة 30، الزوجة الثانية، فجر الإسلام، المواطن مصرى"
 
أخرج للسينما العراقية فيلم القادسية، الذي تم إنتاجه عام 1982، واشترك به العديد من الفنانين العرب من مختلف بلدان الوطن العربي من مصر والعراق والكويت وسوريا والمغرب، ومن ضمنهم سعاد حسني وعزت العلايلي. 
 
في أواخر سنوات حياته اتجه إلى التخفيف من واقعية أفلامه، واتجه إلى الفانتازيا التي لا تخلو من إسقاطات على الواقع، فأبدع فيلمي "البداية" و"السيد كاف".
 
سر تشاؤم عماد حمدى وفريد شوقى
ويمضي صلاح أبوسيف في حكايته عن الشؤم مضيفًا: "وكان اليوم يوم جمعة، وقد أقبل فريد مكفهر الوجه، بادي الضيق فسألته عما به فقال: (أنت عاوز الصراحة؟)، فقلت له: (قول)، فقال: (النهاردة الجمعة وفيه ساعة نحس، وبلاش حكاية المبارزة دي النهاردة)، فقلت له: (يا راجل سيبك من الكلام الفاضي ده، الناس جايين يتفرجوا علينا، نقدر نقول لهم إن النهاردة فيه ساعة نحس، ويروحوا يشنعوا علينا في الجرايد؟). ونظرت لعماد حمدي أسأله رأيه فقال: (فريد عنده حق)، فقال فريد: (والله أنا متشائم)، ولكن لم أوافق، وقلت لهما إن ما يجب أن نبدأ به هو أن نعلِّم الجمهور أن ينسى هذه الخزعبلات، ويجب أن نتعلم نحن هذا قبل الجمهور، ووافق على مضض".
 
توفي في 22 يونيو من عام 1996 عن عمر ناهز 81 عاماً.
التعليقات