
«إحنا اللي عزمنا القطر».. حكاية عزومة القطار في شهر رمضان
Thursday, March 30, 2023 - 07:23
كتب:
قرر أهالي قرية الجحاريد عزومة قطار الخديو عباس حلمي الثاني قبل ارتحاله فى زيارة للسودان،فى محطة مركز دشنا شمال قنا بصعيد مصر، وفى نهايات القرن التاسع عشر، ورغم أن التوقيت لم يكن في رمضان، ولم يقف الخديو لتناول الطعام، لكن بقيت المحاولة محفورة فى أرشيف الصحف، وفى عصرنا الحديث، ومنذ 11 عامًا تتواصل "عزومة القطار" من شباب دشنا بمحطة مركز دشنا؛ لتبقى علامة من علامات شهر رمضان المبارك.
بدأت المحاولة فى عصرنا الحالي من خلال كوب ماء منذ سنوات، حين قرر الشاب خالد بصل الوقوف فى المحطة، كان بصل يقدم كوب الماء بعد تقديم التحية للركاب:«توصلوا بالسلامة.. رمضان كريم»، وبعد عدة أيام انضم له ٥ أفراد من الشباب، ورويدا انضم عشرات الشباب ومع الماء يتم تقديم وجبة كاملة مع التحية الدائمة «توصلوا بالسلامة».
واعتاد المسافر ألا يرفض مايقدم له من تحية، واعتاد الأهالى على الاحتفاء بأبنائهم مشيدين بما يفعلون بفخر، واستمرت المحاولة حتى وقتنا الحالي، لينضاف الدشناوية للشراقوة الذين قاموا بعزومة القطار عام 1917م، وتحولت الظاهرة كظاهرة فريدة تعبر عن كرم المصريين.
وتم مد أول خط حديدي فى مصر والشرق الأوسط، فى اليوم الأول من شهر سبتمبر من عام 1851م حيث تم الشروع فى إنشاء أول خط حديدى فى مصر فى عهد عباس الأول، وفى غضون 3 سنوات تم افتتاح الجزء الأول من الخط بين الإسكندرية وكفر العيس، وهي بلدة مواجهة لكفر الزيات، ثم تم مد الخطوط من القاهرة إلى طنطا، وفى عام 1856م تم سير أول قاطرة، حيث تعتبر أقدم قاطرة تسير فى ضفاف بلاد النيل مصر، وقد صنعتها شركة ستيفنسن البريطانية التى صنعت قاطرات بريطانيا، ثم تم مد خطوط السكك الحديدية فى الصعيد فى عهد الخديو عباس حلمي الثاني لتمتد حتى أسوان.
ويضيف الباحث التاريخي إبراهيم المصري طايع في تصريحات صحفية له إن محطة قطار دشنا شهدت أول محاولة لعزومة قطار فى العصر الحديث بعد دخول القطارات، ومد خطوط القطارات لمحافظات الصعيد فى عهد الخديو عباس حلمي الثاني، مضيفا أن واقعة دشنا لم تكن فى رمضان، وبعدها ظهرت الكثير من القصص والروايات عن عادة إكرام المسافرين، والتى لم تكن ترتبط بالشهر الفضيل أنما في كل أوقات العام ، خاصة إذا حدث عطل فى القطار وتم تدوينه فى الصحف والمجلات.
وأوضح طايع ، أن عزومة قطار الشرقية كان يوافق الشهر الفضيل ، حيث مر أحد القطارات على قرية أكياد بمركز فاقوس التابع لمحافظة الشرقية عام 1917م ، وتعطل القطار، وكان ذلك وقت قبل ميعاد الإفطار بوقت قصير، فما كان من أهل هذه القرية إلا أن قاموا بإحضار إفطارهم من منازلهم وأسرهم وذهبوا لمكان تعطل القطار وقاموا بإنزال ركاب القطار الذين كان من بينهم تجار من جنسيات مختلفة وتناولوا معهم الإفطار حول موائد الطعام التى أعدوها على طول رصيف المحطة .. فى صورة إنسانية رائعة، ليطلق على الشرقية الذين عزموا القطار.
التعليقات