امشي ورا اتوبيس هيئة .. ولا تمشي ورا واحدة سايقة!!

الاتهامات التي تتلقاها المرأة لقيادتها السيارة أصبحت كثيرة هذه الأيام، وخاصة بعد انتشار مقولة "امشي ورا اتوبيس هيئة .. ولا تمشي ورا واحدة سايقة" وهذا الاسلوب التي تتبعه هي يرجع إلى خوفها الزائد من القيادة وجزء كبير من هذا الخوف بسبب هذه الانتقادات وعدم ثقتها بأنها تقدر على القيادة..
معظم الأطباء النفسيون يأكدون أن الخوف في حد ذاته ليس مشكلة علي الإطلاق فهو مشاعر إنسانية من الطبيعي أن نشعر بها ، بل أن الخوف في كثير من الأحيان يكون هو الواقي للإنسان من أن يكرر خطأ ما أو حادثة فعلها أحد المحيطين به .. أو فعلها هو قبل ذلك، ولكن في الوقت نفسه يجب ألا يسيطر هذا الخوف على كيانك للدرجة التي تعيق تعلمك هذا الشئ أو ممارسته ..
والخوف من قيادة السيارات غالبًا له شقان هو: الخوف من الحوادث، ومن أن يعرض الإنسان نفسه للمخاطر، والخوف الثاني غالبًا بيكون ناتج من الدخول في الأماكن الضيقة  أو المغلقة وهذا نشاهده ونعرفه كثيرًا .. وفي كلتا الحالتين هناك العديد من الطرق التي ينصح الأطباء بإتباعها للتخلص من هذه الأعراض ، والتغلب عليها عند القيادة :
1- معظم الأخصائيون ينصحون في هذه الحالات بأداء تمارين الإسترخاء بإنتظام .. بمعني أن تستلقي على كرسي مريح في غرفة شبه مظلمة ويكون الجو هادئا، أو يمكنك الاضطجاع على السرير بعد ذلك أغمضي عينيك وافتحي فمك قليلاً، ثم خذي نفساً عميقاً وبطيئاً، حتى يمتلئ صدرك بالهواء فترتفع البطن قليلاً، بعد ذلك أمسكي الهواء في صدرك لمدة 5 ثوان ثم أخرجي الهواء عن طريق الفم بكل قوة وبكل بطئ أيضاً كرري هذا التمرين صباح مساء، لمدة أسبوعين ثم مرة في الصباح لمدة أسبوعين أيضاً، ثم حاولي أن تطبقيه عند دخولك السيارة ولكن بصورة اخف .. وهذا التمرين من أفضل التمارين التي تفيد في مثل هذه الحالات .
2- هناك ما يسمي "تمارين التطبع" أي قيام الإنسان بتطبيع نفسه علي الشئ الذي يخاف منه .. بمعني أن تقومي بقيادة السيارة لمسافات قصيرة ولمرات عديدة بمعنى أن تبدئي بتشغيل الموتور وتعيشي كل هذه الرحلة حتى تصلين لمكان ليس ببعيد ثم أوقفي السيارة ثم بعد ذلك ابدئي الرحلة من جديد وهكذا.
3- "التعرض مع منع الإستجابة"  .. بمعني أن يعرض الإنسان نفسه لمصدر خوفه مع منع الاستجابة السلبية  .. أقبلي علي التدريب علي القيادة والسير علي الطريق –بشكل حذر وأمن-  بين السيارات بشكل متكرر فالتعرض والإكثار من التعرض للشئ الذي يخيفك هو أيضاً مبدأ علاجي سلوكي يعتقد أنه جيد ومفيد فمواجهة الشئ الذي يخيفك ترفع من مستوى القلق ، ولكن بالاستمرار في هذه المواجهة يبدأ بعد ذلك القلق في الانخفاض والانحسار حتى ينتهي تمامًا.
4- هناك تمرين نفسي مهم جدًّا وهو التمرين الذي نسميه بـ (تغيير المعايير المعرفية)، فكثير من الناس تكون لديهم مفاهيم خاطئة عن عمل ما، مما يسبب لهم ذلك النوع من الخوف والقلق عند محاولة أداؤه ، فأنت هنا مطالبة بأن ترددي دائما لنفسك كلما تفكرين في هذا الموضوع: (لا داعي لهذا القلق، لن يسيطر عليَّ هذا الخوف، لماذا أخاف؟ القيادة شئ سهل وبسيط  وملايين الناس يقودون السيارات دون أي مشكلة، وهؤلاء الذين يقودون السيارات في مضامير السباق وبسرعة هائلة جدًّا هم أيضًا بشر ـ والحمد لله ـ السيارة آمنة، وسوف أحس بالأمان  ....... ) وغيرها من العبارات التي من شأنها تغيير المخزون السلبي داخلك المتعلق بالقيادة تدريجياً حتي تتخلصي منه تماما ... والذي يتسبب في شعورك بهذا الخوف والقلق.
وفي النهاية هناك بعض النتائج التي تشير إليها الإحصائيات الحديثة المتعلقة بنسب الحوادث المرورية  التي تتسبب فيها المرأة مقارنة بالرجال و يظهر بها التالي :
• كشف بحث أعدته أكبر منظمة سيارات في استراليا. أن السائقين من الذكور يتسببون في حوادث مميتة بنسبة تبلغ أربعة أضعاف السائقات الإناث، وذكرت هيئة الطرق والمرور الاسترالية أن 469 رجلا تسببوا في حوادث سيارات مميتة في مدينة نيو ساوث ويلز في عام 2009 مقارنة بـ 118 سيدة ، كذلك قال "سوامز جوب" مدير مركز سلامة الطرق: إن الرجال الذين يتعرضون لحوادث مميتة يكونون علي الأرجح مسرعين أو تحت تأثير الكحول وبنسبة أقل بسبب عدم وضع حزام الأمان.
وأضاف جوب: إن الرجال يفخرون بأنهم سائقون بارعون، بينما تسعي النساء إلي أن يكن سائقات حريصات علي الحفاظ علي سلامتهن.
• جيمس ستيوارت وهو معلم قيادة لإذاعة "أيه بي سي" صرح أنه يفضل أن يكون راكبا في سيارة تقودها سيدة غلي الركوب مع قائد سيارة من الرجال .. وقال: إن "الذكور يكونون عرضة للخطورة بدرجة كبيرة، إنهم جميعا يعتقدون أنهم أفضل كثيرا مما هم عليه في الواقع، وذلك نظرا لأنهم يعتقدون أنهم تعلموا القيادة بواسطة آبائهم وأن آبائهم كانوا يجيدون القيادة، ولذلك فهم يجيدون القيادة مثلهم.
• أثبتت دراسة حديثة نشرت نتائجها في مدينة شتوتجارت الألمانية أن الجنس الناعم يتميز بقوة شديدة علي عجلة القيادة ، وكشفت الدراسة التي أجراها نادي سيارات أوروبا (إيه سي إي) بمناسبة اليوم العالمي للمرأة أن نسبة الحوادث التي تتسبب النساء فيها وتنتهي بإصابات أقل من الرجال.
• تشير بيانات رسمية أن 12.7% فقط من مرتكبي مخالفات مرورية في ألمانيا في ديسمبر من عام 2008 كن من النساء حتي وإن كان من العدل أيضا أن نشير إن الرجال يقطعون يوميا مسافات أكبر بالسيارة كما أن نسبة الرجال الذين يمتلكون رخصة قيادة تقدر بـ 93% مقابل 82% -  فهي نتيجة ليست سيئة علي الإطلاق.
• أجرت صحيفة "ديلي تلغراف" دراسة في يناير 2012 شملت العديد من مرائب السيارات في بريطانيا أظهرت هذه الدراسة أنه على الرغم من أن النساء قد يستغرقن وقتاً أطول لركن السيارة، غير أنهن أكثر حرصاً على أن تكون سيارتهن في وسط الخطوط المرسومة للتوقف ، وأجرت الدراسة شركة (أن بي سي) التي استخدمت فريقاً من الباحثين لمراقبة نحو 2500 سائق في 700 من مرائب السيارات التابعة لها المنتشرة في بريطانيا.وقال أستاذ القيادة نيل بيسون إنه على الرغم من أن الرجال يتعلمون أسرع من النساء فنون القيادة إلا أن النساء ربما يحفظن المعلومات المهمة لفترة أطول.

التعليقات