عندما قالت لى وردة: "أنا عريانة"..!.

الفنان الراحل أحمد السنباطى دعانى إلى مقابلته فى ستوديو الموسيقار عمار الشريعى فى بداية الألفينيات وذلك أثناء تسجيله لحن "مش هتغير" كلمات عبد العزيز النجيمى وغناء الفنان الكبيرة وردة.. وعندما دخلت غرفة الكنترول واستقبلنى الفنان أحمد السنباطى واستمعت إلى صوت الفنانة وردة وهى تقوم بتسجيل اللحن، فوجئت بتوقفها عن الغناء وسألت السنباطى "هل عندنا ضيوف يا أستاذ أحمد.؟".. فرد عليها بأن الضيف هو الصحفى فلان، فردت بترحاب وكنا على معرفة سابقة بأكثر من حوار لمجلة السينما والناس.. "يا أهلا بيك يا أستاذ على بس انا مش هعرف أغنى أنا كده "مكشوفة وعريانة".. والمعنى هنا أن الفنان أثناء التسجيل يكون مكشوفًا كما لو كان عاريًا، يجيد ويخطئ فى الغناء، وهو فى هذه الحالة لا يحب لغريب أن يطلع على عمله.. فقال السنباطى يا وردة على مش غريب وانا الذى دعيته.. وهنا شعرت باحتدام الأمر بينهما مما سيعكر صفو اليوم وينقلب إلى مايحمد عقباه.. سريعا همست إلى الفنان أحمد السنباطى بأننى سأنتظر فى الغرفة المجاورة، حتى تنتهى الفنانة وردة من التسجيل دون أية عقبات، وأقنعته بأننى أتفهم الأمر، وأشرت له بأن لكل فنان خصوصيته فى التعامل أثناء تسجيل صوته.
وبعد حوالى ساعتين كانت قد انتهت الفنانة وردة من غناء اللحن، والتقينا واعتذرت لى عن سوء الفهم وشرحت لى أنها لا تستطيع الغناء بكامل حريتها أثناء وجود أحد يستمع إليها، فأكدت لها تفهمى للوضع ومعرفتى بأن من حقها وضع صوتها دون ان يكون هناك رقيبا عليها.. ثم أجريت معها حوارا تحدثت فيه عن الكثير عن علاقتها بالفنان أحمد السنباطى، وكيف انها كانت ترى أنه لم يأخذ حقه ومكانته الفنية.. وأخيرا دعتنى إلى تناول الشاى بمنزلها القاطن بشارع عبد العزيز آل سعود.
رحم الله الفنانة الكبيرة وردة.. اليوم تمر الذكرى الــ9 على رحيلها عن عالمنا ولكنها باقية، بفنها يمتع الملايين الذين عشقوا صوتها من كل بلاد المشرق والمغرب.

التعليقات