حكاية امرأة تبلغ 90عاما وتتزعم شبكة آداب

الطمع ملأ قلبها وتناست أنها محامية واجبها الدفاع عن المظلوم أمام ساحات القضاء، لكنها حادت عن هذا الطريق وتاجرت في أعراض النساء بدلا من الحفاظ على حقوقهن، وبكل دهاء ومكر تزعمت تشكيلًا عصابيًا لاستغلال الفتيات والنساء في أعمال الدعارة، واتخذت ستارًا لذلك مكتب لتشغيل العمالة والخادمات.

استغلت هي وشركائها ظروف فتيات ضاق بهن الحال؛ لتقدمهن لراغبي المتعة الحرام، منهن من استطاع النجاة وآخريات سقطن مرغمات في شبكتها خوفًا من الفضيحة والعار، ظنت انها وعصابتها سيفلتون من العقاب لكنها سقطت وشركاؤها الـ14 في ايدي رجال الرقابة الإدارية، وتم احالتهم للنيابة العامة التى قررت حبسهم وإحالتهم لمحكمة جنايات القاهرة دائرة الإتجار بالبشر برئاسة المستشار محمد أحمد الجندي رئيس المحكمة، وعضوية المستشارين أيمن عبد الخالق، ومحمد أحمد صبري، الرئيسان بمحكمة استئناف القاهرة والتى قررت تأجيل محاكمتهم لجلسة 18 أكتوبر الجاري.

وقائع تلك القضية المثيرة ترجع إلى عدة أشهر مضت عندما توصلت تحريات الرقابة الإدارية إلى معلومات مهمة وخطيرة عن مكتب عمالة يستتر وراء أعمال منافية للآداب، حيث يستغل ظروف الفتيات والسيدات وحاجتهن للمال ويقومون بتشغيلهن في الدعارة وعرضهن للاستغلال الجنسي، وبعد استصدار إذن من النيابة العامة تم وضع المكتب تحت المراقبة الكاملة من تسجيل محادثات ورسائل، وبالفعل سقط أعضاء المكتب المشبوه، لتبدأ التحقيقات والتى كشفت العديد من المفاجآت المهمة والمثيرة على لسان الضحايا امام جهات التحقيق.

قضية استغلال النساء والفتيات وخداعهن بمسمى توفير عمل لهن كمديرات منزل لدى المسنين والأسر العريقة حملت رقم 7175 لسنة 2021 جنايات الدقي والمقيدة برقم 1123 لسنة 2021 كلي شمال الجيزة، متهم فيها 14 شخصًا على رأسهم اع.مبمحامية حرة وهي صاحبة مكتب لإلحاق العمالة المنزلية، وبم.سب 24 سنة موظف استقبال بالمكتب، وبع.عب الشهير بـ اللبناني، 36 سنة طاهي، وب ا.عب 36 سنة، موظف بالمكتب، وبأ.فب 18 سنة طالبة جامعية وموظفة بالمكتب، وبأ.عب وشهرته بطوط، 19 سنة، موظف بعيادة بالتجمع الخامس، وأب 66 سنة، محامي حر، و اا.حب 52 سنة رئيس قسم الاقتصاد السياسي بإحدى الإدارات التعليمية، وبم.عب 57 سنة مستشار تسويق وإعلان،وبع.أب 52 سنة بالمعاش، وبع.فب 50 سنة، وبف.مب الشهير بـ فرانك، 87 سنة رجل أعمال، وان.قب، 56 سنة هارب بدون عمل، وبم.حب 58 سنة هارب، رجل أعمال، وبأ.مب 39 سنة مستشار تسويق بإحدى الشركات الخاصة هارب.

وجهت النيابة العامة للمتهمين الـ15 كما جاء في قرار الإحالة اتهامات باستغلال الفتيات والسيدات، وإيواء واستخدام 10 من المجنى عليهن وهن كل من: اخ.خب، ان.اب، وبن.مب وبإ.طب وبخ.مب، وبع.طب، وبن.مب، وبش.مب، وبا.فب، وبن.صب، بقصد استغلالهن تجاريًا وجنسيًا، وذلك بواسطة الاحتيال والخداع، واستغلال حالة الضعف والحاجة لديهن.

تزعم ذلك التشكيل العصابي الخطير الذى قرر في لحظة شيطانية دون شفقة أو رحمة الإتجار في الرقيق الأبيض، وابتزازهن من أجل الكسب من ورائهن أموالا طائلة، حيث ارتضت المتهمة الأولى استغلال النساء غير عابئة بما سيحدث لهن من مخاطر وبدأت تعطى لكل شخص من أفراد عصابتها دوره كما جاء في قرار الإحالة؛ حيث عملت هي والمتهمون من الثاني إلى الخامس على تأسيس جماعة إجرامية منظمة تخصص نشاطهم في استقطاب النساء ذوات الظروف الاجتماعية الشاقة عن طريق الإعلان من خلال الكيان التجاري الخاص بالمتهمة الأولى وهي شركة إلحاق العمالة المنزلية عن وظائف للعمل المنزلي برواتب مجزية وذلك للتمكن من السيطرة عليهن واستغلالهن من قبل مستخدمين ومنهم المتهمين من السابع إلى الخامس عشر من أجل الحصول على منفعة مادية للمتهمين من الأول حتى السادس تمثلت في مبالغ مالية ومنفعة جنسية للمتهمين الثاني ومن السابع إلى الخامس عشر.

وأمام النيابة العامة بالرغم من محاولة المتهمة الأولى الإنكار إلا أن التسجيلات واعترافات شركائها فضحتها حيث اعترف المتهم الثانى ويعمل موظف استقبال بالشركة بانضمامه للجماعة الإجرامية والتي تتزعمها المتهمة الأولى؛ وأكد أن دوره بتلك الجماعة يتمثل في استقطاب وإيواء المجني عليهن من راغبي العمل المنزلي ومحاولة إقناعهن الخضوع لأمره وكذلك التواصل مع راغبي المتعة الجنسية والإتفاق معهم وتوصيل المجني عليهن لهم مقابل مبالغ مالية يتقاضاها نظير ذلك.

الناجيات

وامام اعترافات المتهم الثاني وماحوته تحريات رجال الرقابة الإدارية والتسجيلات كان هناك شهادة الناجيات من شبكة الرقيق الأبيض وتجار البشر؛ وبدموع قالت خلود ا35 سنةب ربة منزل تقيم بمحافظة أسيوط؛ انها اثناء تفقدها لمواقع التواصل الاجتماعى رأت أحد الإعلانات والتى تطلب سيدات للعمل لدى الأسر الكبيرة بمرتبات مجزية، ونظرًا لظروفها المادية حيث كانت تبحث عن عمل للانفاق على أسرتها، اتصلت بالمكتب المزعوم وتوجهت إليهم، وبوصولها تقابلت مع المتهمة الأولى والمتهمين الثاني والسادس وأوهموها بتوفير فرصة عمل بمرتب مجزي لدى إحدى الأسر الكبرى، ونظرا لإقامتها خارج القاهرة طلبوا منها أن تقيم لديهم في المكتب حتى يتوفر العمل، وافقت اخب وهي تحلم بالمرتب والمال الذى سيحل مشاكلها، وأقامت بالمكتب لحين تهيئة عمل لها بعد أن وقعت عقد عمالة وحصلوا منها على بطاقة الرقم القومي الخاصة بها.

وبعد يومين جاءت صاحبة الشركة لها وأخبرتها بأنها ستذهب لخدمة أحد المسنين، وهناك فوجئت بصاحب الشقة يراودها عن نفسها وعندما رفضت طردها من المنزل، لتعود إلى الشركة تطلب منهم العقد والبطاقة لتجد نفسها وسط عصابة منظمة، قاموا بسبها وضربها واغتصابها أيضًا لإذلالها، حيث فوجئت بالمتهم الثاني يعتدي عليها جنسيًا بتجريدها من ملابسها رغمًا عنها متعديا عليها ضربًا، وواقعها على غير إرادتها.

صور عارية

وتقول نهى20 سنة، مربية أطفال ومقيمة بمحافظة الشرقية؛ إنه نظرًا لظروفها المادية الصعبة، عملت منذ طفولتها، وكانت دائما تحلم بفرصة عمل مناسبة واثناء بحثها عثرت على اعلان يطلب فتيات وسيدات بمرتبات مجزية، وعند اتصالها بهم فوجئت بهم يطلبون منها صور شبه عارية او بالمايوه شرطًا لعملها لديهم، مبررين ذلك بأنهم سيقومون بإلحاقها بالعمل لدى أسر من الطبقة الراقية وانهم سيأخذونها معهم المصايف والفنادق الكبرى، لكنها رفضت وأنهت المكالمة، لتتلقى عقب ذلك اتصالًا هاتفيًا من المتهمة الأولى مبلغة إياها بأنها صاحبة المكتب المعلن عن فرصة العمل، وأعادت عليها ذات الطلب ولرفضها قامت بدعوتها للحضور إلى مقر المكتب لإجراء مقابلة شخصية معها وانها ستتحدث معها في كل شيء، واستطاعت المتهمة الأولى إقناعها بالحضور وبالفعل جاءت من محافظتها وتقابلت مع المتهمين الأولى والثاني مبلغين إياها بعدم توافر عمل بالوقت الحالي، عارضين عليها الإقامة المجانية بمقر المكتب لحين تهيئة فرصة عمل مناسبة مبرمين معها عقد عمالة يتضمن العديد من الشروط، ولم يمكناها من الاطلاع عليه مبلغين إياها بأنه في حالة مخالفة شروط التعاقد ستعرض نفسها للمساءلة القانونية والحبس وحصلا منها على بطاقة الرقم القومي، وحال مكوثها في المكتب تم إبلاغها بتوفير فرصة عمل لدى شخص مسن يقطن في مدينة نصر وحال تواجدها بمسكنه، تعدى عليها بأن هتك عرضها وتحرش بها، مراودًا إياها عن نفسها ولرفضها التعدي عليها سبها وشتمها، مبلغا إياها بأن المتهمة الأولى قد حصلت منه على مبالغ مالية لممارسته الجنس معها، فأبت ذلك وتمكنت من الإفلات منه ولاذت بالفرار.

وجاء بأقوال ولاء 21 سنة ب طالبة بالصف الثاني ثانوي تجاري صناعي شهدت؛ بأنها أثناء بحثها عن فرصة عمل بموقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، وبمهاتفة المعلن طلب منها الحضور لإجراء مقابلة شخصية بمقر المكتب، وبوصولها أبرم معها عقد عمالة يتضمن العديد من الشروط لم تتمكن من الاطلاع عليها وحصلوا منها على بطاقة الرقم القومي الخاصة بها، وتبلغ لها من أعضاء المكتب بتوافر فرصة عمل لدى المتهم الثالث عشر، وبوصولها فوجئت به يتجرد من ملابسه مطالبًا إياها بممارسة الجنس معه، فلاذت بالفرار وعندما عادت الى المكتب لفسخ العقد واخذ بطاقتها؛اعتدى المتهم الثاني عليها والتحرش بها.

التعليقات