تهاني الجبالي

ورحلت عن دنيانا المستشارة الجليلة تهانى الجبالى التى تعد رمزاً من رموز الكفاح الوطنى والشجاعة والجسارة والثبات على المبدأ، فهى لم تكن مجرد قاضية ونائب رئيس المحكمة الدستورية العليا.. إنها التى كانت تخرج علينا فى كل يوم فى وسائل الإعلام لتعلن عدم شرعية الجماعة وعدم شرعية رئيس لايعمل لصالح كل المصريين وهى التى ساندت الدولة ودافعت عن استقلالها ووحدتها وكانت ظهيرا لجيشها العظيم، ولم تتوان لحظة فى حضور الاجتماعات والندوات والمؤتمرات التى تؤكد فيها فى كل كلمة وفى كل موقف على سيادة القانون والدستور واعتبارهما الملجأ والملاذ الأوحد فى ظل سطوة قوانين وضعية من جماعة استغلت البسطاء وبعض الموتورين لأن تفرض شرعية جديدة باسم الدين وباسم مجموعة من أنصار فلان أو علان وكادت مصر أن تنجرف إلى ساحة اقتتال فكرى ونفسى وبشرى إلا أن ملجأ القانون والدستور وذلك الصوت العالى الوطنى المنزه عن الأغراض وعن الأهواء والانواء ظل صامداً وشامخاً يلتف حوله العديد من المثقفين والقضاة والإعلاميين والمصريين.

إن تهانى الجبالى ليست مجرد اسم فى تاريخ مصر الحديث ولكنها رمز للمرأة المصرية التى جاءت من صعيدها إلى عاصمتها تحمل شعلة التنوير والاستقلال وحب الوطن حتى النخاع مؤمنةً بالقضايا الحيوية الرئيسية المعبرة عن الأرض المصرية وجذورها ورافضة لأى انحناء أو التواء أو تنازل يتعارض مع المبادئ الاشتراكية التى تدعو إلى مشاركة الشعب فى الحكم وفى الثروة وفى الوطن.. فنحن كما كانت تقول شركاء فى هذا التراث السياسى والإنسانى الذى يحفظ لمصر مكانتها وكرامتها..لم تتغير أو تتلون لم تكره ولم تحقد حتى حين خفتت الأضواء والميكروفونات واللقاءات والقنوات استمرت فى طريقها تحاول أن تجمع من يساند الأفكار والمبادئ الوطنية.. إننى أدعو نقيب المحامين والجمعيات الأهلية الوطنية المساندة للمرأة وأيضاً المجلس القومى للمرأة وكل محبيها وعاشقى هذا الوطن أن يتم عقد احتفال كبير لتأبين المستشارة تهانى الجبالى بصورة ومقام يليق بالمرأة المصرية أوقاضية ونائبة لرئيس المحكمة الدستورية العليا ونشارك فيه جميعا ً ونصدر كتيبا موثوقا فيه كلمات تقديروثناء وتوثيق للمستشارة ولفترة فاصلة فى تاريخ الجمهورية الجديدة مصرنا الحبيبة.

"عن الوفد"

التعليقات