العصابة التي سرقت قلوب الجماهير!!

يُخلصنا الضحك من الطاقة النفسية المكبوتة، وتساعدنا الكوميديا على تجاوز المشاعر الناجمة عن المواقف الحزينة، والأحداث المؤلمة التي مررنا بها في وقت مختلف ومواقف مغايرة، لكن أي نوع من الأعمال الكوميدية التي نحتاجها لكي نهرب من قسوة الحياة ونتجاوز الحقائق الممزوجة بالألم والمعاناة؟! هل الاستخفاف والبلاهة والاستظراف الذي قدمه نجوم الكوميديا الجدد على شاشة رمضان؟! أم الإسفاف والابتذال والسخف الذي شاهدناه تحت ادعاء "دراما كوميدية"، وهى في الواقع ليست دراما أو كوميديا؟!
على الجانب الآخر صنعت المخرجة المبدعة "كاملة أبو ذكرى" عملا كوميديا مبهجا وراقيا، تضافرت فيه كل العناصر الفنية الجيدة، والإيقاع السريع الذي جعل المشاهد في حالة ترقب دائم، والإيجاز والبساطة في الأحداث والاستهلال القوي، الذي أدخلنا في الحدث سريعا، إلى جانب المفاجآت غير المتوقعة للأحداث، وذلك من خلال معالجة كتبها "عمرو الدالي وأحمد وائل"، معتمدة على المواقف والأفكار الكوميدية التي تفجر الضحك، والمفاجآت والمفارقات الدرامية التي يولدها التناقض والاختلاف في شخصيات العصابة المرسومة ببراعة، والتي حققت للمشاهد عملية التماهي مع أفرادها، والدخول سريعا إلى عالمهم.
واستطاعت النجمة المبدعة نيللي كريم من خلال شخصية "سكر" التي قدمتها بخفة ظل وإتقان، أن تضحكنا من قلوبنا في دور كان مفاجأة من العيار الثقيل لجمهورها، أكدت به أنها قادرة على تقديم الأدوار الكوميدية، بنفس البراعة والصدق اللذين قدمت بهما الشخصيات التي أبكت قلوبنا في الأعمال السابقة، وكوّنت ثنائيا ناجحا مع النجم المبدع آسر ياسين، كما نجحت المخرجة في اختيار أفراد العصابة التي سرقت قلوبنا، إسلام إبراهيم، شريف الدسوقي، مصطفي درويش، علا رشدي، دنيا ماهر، محمد عبد العظيم، حسن أبو الروس، وساهمت أغنية المقدمة في نجاح العمل، وكذلك الموسيقي المتميزة للموسيقار تامر كروان، ومدير التصوير كريم نادر، والمونتير وسام الليثي.
لذلك استطاع مسلسل "بـ 100 وش" أن يحقق نجاحا فنيا وجماهيريا كبيرا، ويجعل المشاهد يقع في غرام 10 لصوص ظرفاء، يتعاطف معهم ويتعلق بهم ويصبح جزءا منهم، يتابعهم وهم يمارسون عمليات النصب والاحتيال بخفة ظل وشطارة، ويتواطأ معهم وهم ينصبون شباكهم حول ضحاياهم بالذكاء والفهلوة، ويرفض فكرة أن ينتهى الأمر بهم خلف القضبان، لأنه يأبى أن يتعرض للإخفاق والفشل في لعبة شارك فيها طوال 30 يوما بسعادة وبهجة، فمن منا لم يحلم أن يكون مليونيرا، معه فلوس مصري ودولارات، وساعات وماركات وحركات، يركب بفلوسه طيارات وعربيات؟! لكن النهاية جاءت مرضية لجميع الأطراف العصابة والشرطة والمشاهد!!

( عن اخبار اليوم )

التعليقات