أطباؤنا

جنودنا فى تلك المعركة الصعبة ضد فيروس كورونا والذين أثبتوا كفاءة وقدرة مشهودة. هل آن الأوان لإنصافهم وتلبية بعض من مطالبهم، واحتياجاتهم؟، نداء وجهه البعض لرئيس الوزراء فى تلك الأيام الصعبة يطالبون بالنظر فى مساواة شهداء الجيش الأبيض فى معركة الكورونا بشهداء الجيش فى معارك الكرامة، طلب أفرزته تلك المعاناة وذلك الجهاد الذى نتابعه جميعًا فى مراكز الاحتجاز والمستشفيات التى تضم مصريين أو أجانب، وتلك العناية والرعاية التى يتلقونها من أطقم الأطباء والتمريض المصريين، والتى أبقت مصر حتى الآن فى حيز محدود من انتشار هذا الوباء، ونالت على إثرها تقديرًا من منظمة الصحة العالمية.

فى ظروف ما قبل الكورونا، وحسب بيانات وزارة الصحة فى مصر، قدم ثلاثة آلاف وخمسمائة طبيب استقالاتهم فى عام ٢٠١٩ وسبق أن قدم ألفان وستمائة طبيب استقالاتهم عام ٢٠١٨ وأبرز العديد منهم شكاوى تتعلق بصعوبة تنفيذ الأوامر الإدارية التى تصدر إليهم بشكل مفاجئ يعوق تنفيذها بالسرعة الواجبة، كالنقل إلى محافظات بعيدة وتحمل مصاريف الانتقال من حساب الطبيب الشخصى والحصول على نفس المرتب تقريبًا دون زيادة ملموسة، بالإضافة إلى التدريب بعيدًا عن محافظاتهم وعدم ملاءمة أماكن السكن، وكان الناتج تلك الاستقالات الجماعية التى دعمها تدنى الأجور والرواتب وبدل العدوى الشهير الذى لا يتعدى تسعة عشر جنيهًا، وهم الأكثر تعرضًا بحكم عملهم لانتقال الأمراض، ثم تلك الظاهرة المؤسفة الجديدة التى يمارسها البعض من أهالى المرضى وهى الاعتداء اللفظى على الأطباء، والذى قد يصل إلى الاعتداء البدنى.

أكرر حتى لا ننسى فضل هؤلاء الأطباء والطبيبات، عندما تنزاح غمة الكورونا، علينا أن نراجع أوضاعهم الوظيفية ومستحقاتهم المالية وحياتهم المعيشية، هم ثروة قومية لا يجب التفريط فيها خاصة بعدما برزت فى الأشهر الأخيرة ظاهرة استقطاب الأطباء المصريين وبكثافة إلى بعض الدول الأوروبية ومنها بريطانيا على سبيل التحديد، وقد تنبهت لتلك الظاهرة الجديدة التى اجتذبت العديد من شباب الأطباء لجنة الصحة بمجلس النواب وأخضعتها للمناقشة مرات عديدة فى محاولة للبحث عن حل لها مع الحكومة ومع وزير الصحة، وتقدمت اللجنة بمقترحات عدة وحسنًا فعل السيد رئيس الوزراء عندما أعلن أنه سيعمل على زيادة ميزانية وزارة الصحة إلى الضعف.. نرجو أن يكون للأطباء نصيب عادل منها.

من جديد، أطباؤنا وطبيباتنا وأطقم التمريض فى مستشفياتنا ثروة قومية لا يجب التفريط فيها، والحلول لا تحتاج معجزة مادية أو إدارية بل حسن التدبير والتقدير.

التعليقات