المتنطعون في زمن الكورونا


أسوأ ما يمكن حدوثة في وقت كارثة انسانية بحجم جائحة فيروس الكورونا هو الفجور في الخصومة و التنطع الديني و العقائدي،فرأينا زبالات جماعة الإخوان على منصات الفيديو يشجعون الناس المصابة بأى أعراض تشبه أعراض مرض كوڤيد-19 بأن يختلطوا أكثر برجال الجيش و الشرطة حتى ينشروا المرض بينهم. هل رأيتم انحطاط أكثر من هذا؟
أما المتنطعون من المتسلفين و من على شاكلتهم فلقد استغلوا الكارثة و حاولوا اقناع الناس من على المنابر بأن الكورونا هو جند من جنود الله نزل إلى الأرض لكى يختبر به المؤمنين و يعاقب الكافرين و هو ابتلاء إلى آخر هذا الكلام المعلب الجاهز الذي دائما يستخدمونه تجار الأديان للسيطرة على عقول البسطاء بالتخويف و الترهيب و للأسف هذه الممارسة تم إستخدامها في كل الأديان و لنفس الغرض. أما المثال الآخر للتنطع هو ما يثار في كل مكان و اسمعه في جملة "ما تخافوش الكورونا بيصيب كبار السن بس" و كأن كبار السن هم كم مهمل من السكان لا يمثل أهمية متناسيين ما قدموه لنا هؤلاء من عرق و جهد خلال العقود الماضية و تناسوا أيضا أن كبار السن هم من يحملون في عقولهم خلاصة التجربة الإنسانية و خبراتها المتعددة و لكن تأتي الأرقام من منظمة الصحة العالمية لتثبت أن نصف الحالات في العالم هى من الشباب لتبطل تماما هذا التنطع الاجتماعي ، إن للخصومة كود أخلاقي خاصة في الكوارث و الفروسية ،و هي الصفة التى اندثرت من مجتمعاتنا، تحتم علينا ألا نتعامل مع بعضنا البعض بمنطق الضغينة و البغض و الحقد و الغل، لابد للانسانية أن تزيل كل هذه العوائق و تترفع و ترتقي إلى مستوى الحدث و تتعاون لكى تكون يدا واحدة أمام هذا العدو الخفي الذي يهدد البقاء و الوجود.
تذكروا جيدا أن التنطع جريمة انسانية في زمن الكورونا

التعليقات