الفن الهابط...مين هبطه؟

دخلت اليوم في نقاش طويل على بوست إحدى الصديقات بتتسائل عن كيفية التدخل لإيقاف تغلغل الفن "الهابط" في بيوتنا ...ونزيد الفنانين اللي بيقدموا الفن الهابط شهرة باستضافتهم على التلفزيون الرسمي للدولة.... ولما تساءلت ماهو الفن الهابط...هب أصدقاؤها للدفاع عنها واستغربوا قوي إني بأسأل ماهو تعريف الفن الهابط...ومين اللي حكم عليه إنه فن هابط؟ وفين يوجعك يا باشا بس كلهم في حدود الأدب بصراحة...

وبالصدفة كنت لسة خارج من لقاء تلفزيوني مع الإعلامي أحمد سالم وكنا بنتكلم في نفس الموضوع ده بالذات... وقلت رأيي اللي مش حاحرقه قبل إذاعة الحلقة... لكن لازم أقول كذا حاجة

١- مافيش حاجة إسمها فن هابط وفن صاعد...هي هي نفس المعنى بتاع سينما نظيفة وسينما مش نظيفة...تعبيرات لا معنى لها...لأننا دائما نخاف من التغيير...ولا نريد إدراك إن لكل عصر فنه وأفلامه وموسيقاه...ولا يملك أحد أن يجعل نفسه وصيا على ذوق الشعب ولا يعين نفسه قائد قوات الأخلاق الحميدة...

٢- الفيس بريسلي...البيتلز...أيس تي...رولينج ستونز...توباك شاكور....دكتور دري... علامات في تاريخ الموسيقى العالمية من جيلين مختلفين... وكلهم لما ظهروا طلعت الناس بتوع الفن الهابط يمنعوا إذاعة أغانيهم في الإذاعة ولا يعطونهم تصريحات بإقامة حفلات... والآن...هل يتذكر أحد من الممانعين والناقدين وحماة الشرف الرفيع من الأذى؟ لا طبعا...لكن الناس اللي كانت بتقدم فن غريب على جيلهم...أصبحوا أيقونات ونالوا المال والشهرة والخلود في أذهان ملايين

٣- المنع هو أسهل وسيلة يلجأ اليها أصحاب الأيدي المرتعشة...بدلا من وجع الدماغ...ونوع من منافقة المجتمع علشان يقولوا فلان الخلوق...وفلان الفلاني حامي التراث المصري الاصيل... وهو ليس حلا...بل يزيد هؤلاء الفنانين من الإنتشار

٤- بدلا من منع ما يحبه ويتفاعل معه ٧٠٪ من الشعب (الشباب) قدم حضرتك فن يجتذبهم...قرب لهم...اسمعهم...إفهمهم.... وقدم لهم الفن الراقي اللي نفسك فيه... وليس نشرات التوجيه المعنوي اللي لا يحبها أحد... ولكن نحن ملوك النفاق المجتمعي... وحانتغنى بعظمتها في العلن... وندير المؤشر من عليها لما تيجي لأنها دمها ثقيل وفيها إدعاء كبير

بدل ماتمنعوا وتتدخلوا في أذواق الناس...قدموا لهم فن نابع منهم...إهتموا بمن يحبونهم الشباب وأعيدوا تأهيلهم وتثقيفهم.... لكن لو فاكرين إن الفن اللي بيخرج من مكتب محمد بيه المسؤول حايقضي على مطربي المهرجانات وأمثال محمد رمضان تبقوا عايشين في الوهم...

الفنان شغلته يعبر عن مجتمعه وما يحيط به....إنزلوا العشوائيات أو روحوا مهرجان في حواري إمبابة وافهموا الظاهرة ... وإطلعوا بما هو أفضل منها...المنع ليس الحل...بل هو سكب بنزين على النار محاولا إطفائها
(من صفحته)

التعليقات