أمم أفريقيا للشباب.. مكاسب ودروس‪ ‬

تغنى الشعب المصرى بأنشودة نصر المنتخب الأولمبي فى نوفمبر المشرق وعلت السعادة الوجوه مع رفع المنتخب لكأس الأمم الأفريقية للشباب لأول مرة منذ تأسيس البطولة عام 2011.
‪ ‬
نصر وإنجاز به عدة مكاسب وأرقام قياسية حققها المنتخب الأولمبي لأول مرة، بحصد كأس البطولة والتأهل لأولمبياد طوكيو باليابان 2020 بالعلامة الكاملة بعدما حقق الفوز فى خمسة مباريات متتالية، وهو عدد مباريات المنتخب فى البطولة، وكذلك حصد الألقاب الفردية في البطولة، حيث حصل رمضان صبحي على جائزة أفضل لاعب فى البطولة، ومحمد صبحي على جائزة أفضل حارس، وانفرد مصطفى محمد بلقب الهداف، بالإضافة إلى جائزة اللعب النظيف التي حصدها المنتخب.

لقد أكدت تلك البطولة على أن وقود المباريات هو الجماهير، فالجماهير بسلوكياتها المتحضرة قدمت صورة مشرفة ونموذج رائع للمصريين، وبمعنوياتها الممتلئة بالانتماء والشحن الإيجابي ألهبت حماس اللاعبين وساندتهم نحو تحقيق النصر، بكل فخر ضربت الجماهير المصرية أروع الأمثلة بحضورهم المذهل وحققوا رقماً قياسياً جديداً يضاف للرياضة المصرية.

كما أثبت الأمن المصرى كفاءة ونجاح كبير فى وضع الخطط وتأمين المباريات مهما كان عدد الجماهير الحاضرة للمباريات، وظهرت تلك القدرات جلية فى كأس الأمم الأفريقية للكبار والشباب على التوالي.

وبهذا النصر يجب أن نقول كذلك أن إعادة النظر فى فلسفة استيراد المدرب الأجنبي ضرورة طالما أن البديل المحلي متوفر، فلقد أثبت المدرب المحلي أنه الأكثر خبرة ودراية باللاعب المصري، فقاد الكابتن شوقى غريب المدرب المحلي المنتخب محققاً للمنتخب ولذاته مجد شخصي ومسجلاً اسمه بحروف من نور فى سجل الرياضة المصرية بعدما أصبح أول مدرب وطني يحقق تلك البطولة، ووصل للأومبياد للمرة الثانية بعد أن وصلها لأول مرة كلاعب فى أولمبياد لوس أنجلوس 1984 م‪ .‬

يجب كذلك إعادة النظر فى عملية إعداد اللاعب المصرى والتركيز على الجوانب النفسيه أثناء أداء المباريات، وعدم إغفال تلك النقطة، لأن حالة التراجع بعد النصر ثم الهزيمة فى الدقائق القاتلة ظاهرة تكررت كثيراً فى مباريات الأندية والمنتخبات المصرية فى السنوات الأخيرة، قد يتحقق النصر في النهاية أحياناً، وقد لا يتحقق فيتم إقالة أجهزة فنية، واستبعاد لاعبين، وتتبادل الاتهامات، لذا يجب الاهتمام بتلك النقطة فالتكوين النفسي عنصر هام ولا يقل أهمية عن التكوين البدني والتكتيكي.

مبروك لمصر وللرياضة المصرية ولكل من ساهم في هذا النجاح والإنجاز الكبير، وعلى صناع القرار الرياضى الآن الحفاظ على توهج هذا المنتخب ووضع استراتيجية لبقاءه، فنحن نمتلك نخبة رائعة من اللاعبين الشباب الذين قدموا أداء بطولي، ومدرب وطني، وجهاز فني ننحني لهم تقديراً.

التعليقات