ما (قلَّ ودلَ) الإنسانية تنزف بين داعش و النازى

بالأمس و في أقل من تسع ساعات تعرضت مدينتين في الولايات المتحدة الأمريكية لحوادث إطلاق نار جماعية خلفت عشرات من الضحايا بين قتلى و جرحى.

المدينة الأولى كانت ألباسو في ولاية تكساس و الثانية هى مدينة دايتون في ولاية أوهايو، و الملاحظ أن الجريمتين قد قاما بهما عناصر من اليمين المتطرف الأبيض الذى أصبح نشطا في الآونة الأخيرة خاصة بعد وصول ترامب للحكم و استخدامه في خطاباته و تويتاته ألفاظ تحض على الكراهية  ضد الأقليات ذات الأصول الأفريقية أو اللاتينية أو المسلمة و من الواضح أن المجتمع الأمريكي يعانى من مشكلة متأصله فيه و هى السماح للأفراد المدنيين بحمل أسلحة تبدأ من المسدس و تنتهى بالبنادق الآلية و قد كانت هناك معارك تشريعية في الكونجرس لإيقاف هذه المهزلة عن طريق محاولات لسن قوانين تمنع امتلاك الأفراد لهذه الأسلحة لكن بسبب قوة جماعات الضغط المرتبطة  بجمعية الأسلحة الوطنية"NRA" هناك،فإن كل هذه المحاولات باءت بالفشل  في تمرير هذه القوانين خاصة من جانب الحزب الديمقراطي و الذى حاول كثيرا إيقاف تملك الأسلحة و ترخيصها للمواطنين العاديين.

و على الجانب الآخر قرأنا في الصحف الأمريكية منذ أيام أن المباحث الفيدرالية قامت بالقبض على لاجئين صوماليين كانا في مطار توسان بولاية اريزونا للسفر إلى القاهرة للانضمام إلى داعش و القيام بعمليات إرهابية هنا في مصر و في أثناء التحقيقات معهم اعترفوا بذلك و عبروا عن قناعتهم بفكرة الجهاد و قتل الناس و ولعهم بفكرة قطع الرؤوس. و ان استمعنا إلى هؤلاء القتلة سواء الجهاديين الإسلاميين أو أعضاء اليمين المتطرف أو النازيين الجدد سنجد ان الفكرة واحدة و المضمون واحد و نتائج ارهابهم متشابه و الاختلاف الوحيد هو معتقدات الضحايا و لون بشرتهم.

الإنسانية في خطر و أعتقد أن الأمر سيزداد سوء ان لم تتحد كل الأمم الفاعلة في المجتمع الدولى لوقف هذا النزيف و الا سيدفع الجميع الثمن غاليا و لكن للأسف تستخدم هذه الجماعات في أغراض سياسية قذرة ليس من أجل العقيدة و لكن من أجل اطماع اقتصادية و جغرافية.

أوقفوا دعم الإرهاب بكافة أشكاله و لا تستخدموه من أجل اغراضكم السياسية المنحطة

التعليقات