العفاريت وأنا والدم فى كُل حتة.. "بقلم: مش ريهام سعيد"!

وأنا صغيرة كان بيطلع لى عفاريت دايماً، أنا فاكرة كانوا بيقولوا محدش يغنى فى الحمام؛ لأن العفاريت بتحب تطلع فى الحمامات، لكنى كنت بغنى فى المطبخ وأنا واقفة بحمَّر بطاطس، فجأة لقيت العفريت طالع من الطاسة، مقالش شبيك لبيك، دة قال جهزى الكاتشب يا هابلة؛ علشان مترجعيش فى الضلمة تانى تدورى عليه بعد ما تسيبى المطبخ!

بصراحة هو قال لى كمان ابقى استنضفى الزيت اللى بتحمرى فيه، واترجانى إن بلاش زيت التموين لأنه بينكد عليه عيشته، وبيبوَّظ له صدره هو وقرايبه!

ورغم خوفى من العفاريت حسيت إنهم بيحبونى، طبيعى اللى ينصحك يبقى بيحبك، من وقتها وأنا عُمرى ما نسيت الكاتشب مع البطاطس المحمرة، وكمان بقيت أستخدم زيت درجة أولى، وفى مرَّة كان عندنا عزومة فى البيت، ونسيت طريقة عمل الكوستاليتة، وقفت فى المطبخ أعصُر دماغى، ومكانش النت لسَّة اشتغل كتير زى دلوقتى، ومعنديش كتاب (أبلة نظيرة)، وفجأة طلع العفريت، كان فيه شبه من الشيف (شربينى)، قال لى تعالى يا بنتى، وراح عامل لى الكوستاليتة بإيديه، وهو بيشرح لى كُل خطوة!

بعدها مرات العفريت دة طلعتلى وبهدلتنى، وقالت لى إنه اتحرق علشان كشف سر الكوستاليتة لواحدة من بنى البشر، وعرفت منها إنه وقع فى غرامى، وقضيت ليالى رُعب منيلة بنيلة لأن العفريتة مراته كانت بتجيب قرايبها وييجوا كُل ليلة يخوفونى أوى أوى أوى، بس أنا كـ(كريهام) انبسطت؛ لأنى عرفت طريقة عمل الكوستاليتة!

لما بقيت مذيعة مشهورة، كانت العفاريت بتتنطط قُدَّام عينينا، كُل حادثة أحقق فيها، ولد سقط فى الابتدائية، بنت الحلق بتاعها ضاع، كُل دى حاجات سببها العفاريت، مش سببها إن الواد مذاكرش، ولا إن البنت نسيت تقفل بريمة الحلق كويس، فقررت إنى أنتقم من العفاريت، أجيب ناس يحضروهم على الهوا، ويحاولوا يخلوهم يحمروا بطاطس قدام الجمهور، طبعاً مش هطلب منهم يعملوا كوستاليتة لأن دة سر بينى وبين المرحوم!

فى مرَّة العفريت قال لى إنتى بتلعبى بالنار يا (سمارة)، قولتله أنا اسمى (ريهام) يا غشيم، فقال لى (ريهام) دة اسمك فى البطاقة اللى صورتِك فيها تجيب الغم، لكن اسمك عندنا هو (سمارة)، وشغلتك إنك بتلعبى بالنار، فخلى بالِك علشان الانتقام جاى جاى!

قررت أستمر فى التحدى، وقولت مش هخلى حاجة توقفنى، حققت فى حوادث، وكانت العفاريت متنطورة شمال، والدم متنطور يمين، جُثث متقطعة، مدفونة فى رمل وأسمنت وترع، بقيت نمرة واحد فى مجالى والكُل بيقلدونى، كُنا كُل ما نصوَّر حلقة بنجاح، أعزم الكاست بتاعى على كوستاليتة، وأعمل ليلة للعفريت اللى علمهالى، وتطلع مراته وقرايبها ينكدوا علينا عيشتنا أنا والمساكين اللى معايا، فقررت أعمل معاها حوار!

سألتها "إنتى مش ندمانة على اللى بتعمليه؟" وقولتلها "نفسِك تستمرى كدة عفريتة شرَّانية؟" وأكدت عليها "إنتى مش خايفة من ربنا؟" وقتها العفريتة قعدت تعيط قُدَّام الكاميرا، وقررت تتوب، وخدتنى المطبخ وعلمتنى طريقة عمل سلطة الطحينة بالفتوش؛ علشان دى لازم تتاكل جنب الكوستاليتة!

مقال تخيُلى ساخر كتبه: أنور الوراقي..

التعليقات